كل يوم

لابد من خلع عباءة العمل «الكلاسيكي»!

سامي الريامي

المرحلة المقبلة تحتم علينا إعادة النظر في مهام عدد من المؤسسات والأشخاص، فما تعرضت له الدولة في الفترة الأخيرة من حملات تشويه مدبرة ومدروسة من منظمات دولية، ودول ذات توجهات عدائية، وأشخاص مدعومين وموجهين من هذه الدول والمنظمات، بحاجة إلى تضافر جهود الجميع للوقوف ضد هذه الحملات والأجندات، والعمل سوياً على إظهار صورة الدولة الحقيقية المشرفة، والناصعة البياض، خصوصاً في مجال احترام حقوق المقيمين على أرضها، وتكريس مجتمع الرفاه لمواطنيها.

الإمارات دولة لا تستحق سوى كل تقدير وإشادة واحترام، وجد فيها ملايين العمال والموظفين، ما لم يجدوه في بلدانهم، لا أقصد المال فقط فهو ليس منّة، بل حق من حقوقهم نظير خدمة يقومون بها، لكنهم وجدوا إضافة إلى ذلك، حياة راقية كريمة، فيها من احترام الإنسانية والتعامل بمساواة وفقاً للقوانين الشيء الكثير، لذلك فما يحاول ترويجه أصحاب الأجندات مبالغ فيه، ومحض افتراءات في الغالب، لكن ذلك للأسف يلقى رواجاً في أوساط غربية معينة لأنه يتماشى مع سياستها الانتهازية في استخدام أوراق ضغط مستمرة للوصول إلى مصالح اقتصادية بحتة!

مقابل ذلك نحتاج إلى أن نكثف أدوار بعض المؤسسات في توجيه الرسائل الخارجية، فالإعلام يمارس دوراً جيداً في الداخل، لكن الحملات ضدنا تأتي في الغالب من الخارج، والتفاعل معها أيضاً من أشخاص وإعلام خارجي لا يعرف أو يفقه عن الدولة شيئاً سوى صورة انطباعية نمطية قديمة، وتالياً فإن حائط الصد الأول يجب أن يكون من سفاراتنا في تلك الدول المعروفة، التي يتركز الهجوم علينا منها.

سفراؤنا يبذلون جهوداً كبيرة، لكن أدوارهم المستقبلية يجب ألا تكون «كلاسيكية»، فالمرحلة المقبلة صعبة للغاية، والمسؤوليات عليهم جسيمة، وعليهم تقع مسؤولية القيام بأدوار «استباقية» وأخرى «لاحقة» لتفنيد أي هجمة أو حملة، وعليهم كذلك مسؤولية نقل الصورة الصحيحة للدولة، لدى كل المؤسسات السياسية والبرلمانية والإعلامية في تلك الدول بكل الطرق والوسائل.

اليوم ليس كالأمس، وغداً ليس كاليوم، والعمل الدبلوماسي يحتاج إلى تطوير في الفكر والأسلوب، ويجب أن يتعامل بحرفية لا تقل عن حرفية بعض المنظمات الدولية المهاجمة، فهي لا تملك الحق لكنها تروج وتنفذ الحملات وتؤجج العالم علينا، ونحن نملك البراهين والأدلة والحق، لكننا نفتقر إلى حرفية المواجهة، فلم يعد مقبولاً أن تكون بعض سفاراتنا بعيدة عما يحاك للدولة في دهاليز المنظمات الدولية، ومن غير المعقول أن نعرف عن بعض مشروعات القوانين التي تهدف لإدانتنا وتشويه صورتنا من سفراء دول خليجية صديقة، وسفارتنا غائبة عن الحدث!

ليست السفارات وحدها تحتاج إلى أن تخلع عباءة العمل «الكلاسيكي»، المجلس الوطني كذلك عليه أن يتحمل جزءاً من المسؤوليات الخارجية، وعلى أعضائه التواصل والتفاعل مع برلمانات العالم، والبرلمان الأوروبي تحديداً، فهو من أهم المؤسسات الدولية التي نحتاج إلى أن نفهمها أكثر، ونتواصل معها أكثر، وهذا الدور يجب أن يتولاه المجلس الوطني، لا نقلل من جهد أحد، لكن المرحلة المقبلة حساسة وصعبة وتحتاج إلى جرعة من الصراحة والعمل المكثف لسد كل الثغرات.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر