ملح وسكّر

يوسف الأحمد

-- هكذا كانت البداية وهكذا جاءت الخاتمة، فلله الحمد والمنة، خرجت الصورة بيضاء ناصعة، ورجعنا بالكأس الغالية، فالقلم يعجز عن الوصف، واللسان يعجز عن الكلام، فلم تخب الآمال ولم تضع الجهود، فقد كان نجومنا على العهد منذ أن عرفناهم، جيل تعوّد على الذهب منذ الصغر، فأهدوا قيادتهم وشعبهم إنجازاً من ذهب، فهم نجوم اعتلوا المنصات واعتادوا عليها، فلم يرضَ طموحهم إلا المركز الأول. فهذا أبيضنا سيظل عزيزاً شامخاً مثل الجبل العالي وسخياً كالنهر الجاري، فهو جيل الأبيض الجديد، ذهب إلى المنامة لأن يكون بينهم الأول، ويكتب تاريخه من جديد ليطوي صفحة ذاك الماضي الذي زال وتحوّل.

-- هذه هي عوائدهم، فهم بالكبيرة والصغيرة، وبالحلوة والمرة، لا يترددون ولا يتأخرون، فهم قريبون من أبناء وطنهم، يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم، احتفاء وحفاوة استقبال من القائد خليفة، مروراً بحكام الإمارات، وفرحتهم الكبيرة التي لم يسعها المكان، وتلك الكلمات التي خرجت من القلب إلى القلب، فأي نعمة نحن نعيشها وأي قيادة نستظل تحت ظلها، فيا له من حظ لهذا الوطن ولأبنائه بهذه القيادة، فالبيت متوحد وسيظل دائماً هكذا وإلى الأبد بإذن الله.

-- صحيح أننا فرحنا وسعدنا باللقب الخليجي وبالمكارم التي حصل عليها المنتخب، بل كانت سعادتنا أكثر بهذا الجيل من اللاعبين، الذي سيعيد رسم خريطة البطولات الإقليمية والقارية، وسيضع منتخبنا في قلبها بإذن الله. لكن ذلك يتطلب أموراً عدة، أولها المحافظة على المكتسبات الفنية التي خرجنا فيها من هذه البطولة، والعمل على تطويرها، والاستفادة من أخطائها للمستقبل، كما ينبغي أن يعطى اللاعبون فرصة اللعب بصفة أساسية مع فرقهم، وعدم ركنهم على الدكة، ولابد من أن يتدخل اتحاد الكرة لو حدث عكس ذلك. بينما يبقى العنصر الأهم، وهو أن يحافظ اللاعبون على أنفسهم وعلى سلوكياتهم خارج الملعب بأن لا يسيئوا لها، وأن يبتعدوا عن الغرور، خصوصاً بعد المكارم التاريخية التي حظوا بها من أصحاب السموّ الشيوخ، فالخوف أن ينجرف البعض منهم نحو منزلقات قد تؤثر في عطائهم ومستوياتهم وقد تقضي على مستقبلهم الكروي، لا سمح الله، وشواهد الماضي كثيرة بيننا، فمن حقهم أن يستمتعوا بما كُرّموا به، لكن بعقل وحكمة دون مغالاة وتبذير، فهذه نعمة، والنعمة تستوجب الشكر قبل أي شيء!

-- لن أتحدث عن الذي استغل الميكرفون لبث سمومه وإظهار حقيقة ما يبطنه، لكن العتب على مسؤولي تلك القناة والقائمين على الإعلام الذين لم يأخذوا على عاتقهم مساءلته ومحاسبته عما اقترف من إساءة لبلده قبل الآخرين. فالبيان الذي خرج جاء متأخراً ولم يُشر إلى كلمة اعتذار أو أسف، وهو ما وضع علامة استفهام حوله.

-- أخيراً كلمة شكر واجبة في حق الزملاء العاملين في قناة أبوظبي الرياضية الذين كانوا النجم الإعلامي الأبرز في هذه الدورة، بعد أن نجحوا في إخراج البطولة بشكلٍ وازى مكانها وقيمتها الفنية، فما قدمته من طرح فني وتحليلي أثرى الشاشة الخليجية بالمضمون والفائدة التي حصل عليها المشاهد، فنعم التغطية كانت يا «أبوظبي الرياضية».

twitter: @yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر