من المجالس

الطلاق المبكّر

عادل محمد الراشد

مع كل إحصائية جديدة عن الوضع الأسري بالإمارات، يكون للطلاق نسبته المتصاعدة، وخارج دائرة الأرقام أصبحت أخبار الطلاق شبه مألوفة ولم تعد صادمة كما كانت في مراحل سابقة، عندما كان الطلاق يمثل مصيبة تتأثر لها القلوب وتهرع لحصر تداعياتها النفوس، وكان معظم الحالات الرجل فيها هو صاحب القرار البغيض، ولكن في مرحلة التغيير الانقلابي الذي يكاد يقتلع كل تفاصيل حياتنا، ويحرق كل مراحل تطورها الضارب في الزمن، صارت بعض الزوجات هن المبادرات لخلع الأزواج، وبدت العديد من الحالات تمثل زيجات حديثة لم تتجاوز الشهور وربما الأسابيع، ولأسباب غير واضحة صار أكثرها يعد سبباً نفسياً، يعجز حتى الأطباء النفسيون عن الوصول إلى إجابات واضحة أو تقريبية لهذه المجازفات الاجتماعية الخطرة.

الدراسات الجديدة لظاهرة الطلاق في مجتمع الإمارات بدأت تضع يدها على بعض الأسباب التي اعتبرتها نتاج التغير الاجتماعي، ودخول المرأة إلى سوق العمل بكل ما يعني من استقلال اقتصادي وتدرج وظيفي واعتلاء اجتماعي. وأحسب أن مثل هذه الأسباب وغيرها بحاجة إلى المزيد من التفصيل في الدراسة والتفرع في بحث الحال، ليشمل حالات الطلاق المبكر الذي صار يدفع بالكثير من الفتيات للامتناع عن الزواج، أو التفكير في تأخيره تحت ضغط المخاوف من تضارب الزواج ومتطلبات الأسرة مع تحقيق طموحاتهن الشخصية في الوظيفة، وخضوعهن لقيود قد تحرمهن من ممارسة حياتهن بحرية. هذا التوجه أصبحت له عدوى بثقافة جديدة ودخيلة على طبيعة مجتمع الإمارات، وصارت هذه العدوى تجذب الكثير من الفتيات لصرف النظر عن الزواج والتردد في خوض التجربة.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر