مزاح.. ورماح

العتاد..

أحمد حسن الزعبي

برنامجي اليومي حافل بالفراغ، أصحو متأخراً مع أنني أنام مبكراً، أرفع يدي مثل «عرائس الدمى» وأنزلها فجأة، حتى تكاد تسقط مني: ..ص..ب..ا..ح..ال...خ..ي..ر، أنطقها هكذا بطريقة رخوة وبأحرف متعثّرة، أغسل وجهي مجاملة لا قناعة، وأترأس المائدة عرفاً لا استحقاقاً، وأنتظر نصيبي من مطعوم «التنبلة» اليومي لأبقى على قيد «التياسة».

وعاء فول «مثوّم»، يشبه إلى حد بعيد خوذة جندي مهزوم، أتناول منه ما يكفي لتخديري نهاراً كاملاً، ثم أدفع بقية الطعام فجأة وبعصبية، كسجين لايزال يصرّ على إضرابه.

أتابع باهتمام نشرة الوفيات، لا لأعرف من مات! ولكن لأعرف من بقي على قيد الحياة، وما إن ينهي المذيع تلك «التنقلات» اليومية حتى أطفئ صندوق الموت وأعيده إلى زاويته

حتى الجريدة صارت تشبه نشرة الوفيات، أنا أسميها «نشرة وفيات سياسية»، انتقل فلان الفلاني إلى الوزارة الفلانية عن عمر يناهز سن التقاعد، وانتقل فلان إلى خانة البراءة.. هذا وسيشيع فساده إلى «مثواه الأخير»، وانتقل فلان رفيقاً لفلان، وأنهيت خدمات فـلان المأسـوف على «إدارته»، وأنهي عقد علنتان، يا إلهي.. أين سيذهب كل هؤلاء؟ ومن أين أتوا بكل هؤلاء أيضاَ؟!

**

بالأمس، وأنا أحمل الجريدة تحت إبطي «كرغيف العزّابي»، كدت أضرب ابن «الدّكنجي»، لولا حجزني عنه والده وعمه «البلّيط» وزبون عابر، تخيّلوا يسألني ذاك العابث: ماذا تتوقع في ‬2013؟ ولك! ميشيل الحايك وكارمن شماس لا يستطيعان أن يتوقعا شيئاً في ظل هذه الظروف! هل تطلب منّي أنا «التنبل» المحبط «العايف» روح الخل أنا أنبئك.. تضرب بهالراس؟!

***

كل ما أعرفه أن منخفضاً جوياً سيدخل أجواء البلد صباح الأحد، ولديّ من العتاد ما يكفي للبلادة.. «غالون كاز»، جرة غاز، لحاف ثقيل، جرابات، بطاطا حلوة، وطنجرة «عدس» تغلي على المدفأة دون نضج.. انسجاماً مع المرحلة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر