منكم السموحة

الشماتة بإصابة ميسي «عيب»

أحمد أبو الشايب

مهما كنت تشجع برشلونة أو ريال مدريد، فليس من المنطق أو الأخلاق أن تشمت بإصابة لاعب بمستوى ميسي الأسطورة النادرة في الملاعب، لأن التنافس وحب الأندية يجب أن يبقيا في إطار الروح الرياضية، والحد المقبول من التنافر لحظة المباريات، لا أن يتحول إلى كره وحقد للطرف الآخر، وتمني الشر له.

فوجئت من ضحكات بعض مشجعي ريال مدريد عند مشاهدة ميسي ملقى على الأرض مصاباً، في الدقائق الأخيرة من المباراة التي أقيمت الأسبوع الماضي أمام بنفيكا البرتغالي في دوري أبطال أوروبا، وانتهت بالتعادل من دون أهداف، وكأن بينهم وبين هذا الساحر ثأراً قديماً ومبيّتاً، يودون الانتقام منه في صورة تظهر المؤثرات السلبية للرياضة وكيف نحولها نحن جمهوراً الى معارك شخصية على كل الأصعدة، بدلاً من التعلم والاستفادة منها، وتمني الشفاء لنجم برشلونة حتى يعود منافساً لغريمه في ريال مدريد كريستيانو رونالدو والاستمتاع بالمنافسة الدرامية المثيرة التي تدور بينهما.

المشكلة أن التنافر المدريدي والبرشلوني لم يعد مقتصراً على مباراة الكلاسيكو التي تجمعهما، بل باتت تمتد الى متابعة كل منهما الآخر، في كل البطولات والوقوف مع اي فريق يلعب ضد الناديين الإسبانيين، إذ شاهدت، على سبيل المثال، مشجعين للنادي الملكي يؤازرون بنفيكا في ذلك اليوم، وينهارون نفسياً كلما اقترب ميسي من المرمى لتسجيل الهدف رقم (‬85) الذي يمنحه كسر رقم الأسطورة الألماني غيرد مولر المسجل عام ‬1972.

ولا أعرف ما الذي يزعج جمهور ريال مدريد من تسجيل ميسي لرقم عالمي جديد في كرة القدم، ولماذا يحاربون هذه الأمور، وهل يحبون أن يبقى الرقم صامداً بيد مولر المسجل قبل أن أولد، ويرفضون أن تشهد حياتهم أرقاماً قياسية للاعبين عظماء حتى لو كانت هذه الأرقام للاعبي أندية لا نحبها! فمن المتعة أن تعاصر العظماء وتتحدث لأحفادك عنهم، بدلاً من التشرب بالحقد والكراهية وتمني الشر للآخرين لأنهم من خارج صفوف فريقك المفضل.

عندما لعب ميسي في المباراة المشؤومة، حدثت حالة غريبة من الفريق المنافس، خصوصاً حارس بنفيكا ارتو، الذي استمات في منع «البرغوث» من التسجيل حتى التحم معه وأسقطه أرضاً، وسمعت من يقول «بسيطة ميسي.. رباط صليبي.. كلها كم يوم وترجع» على أمل أن يغيب أشهراً عن الملاعب، حتى إن ميسي اعتقد انه لن يستطيع العودة الى الملاعب من شدة الألم الذي تعرض له.

لكن اتضح أن الأمر مجرد كدمة عولجت بسرعة، وأُعلن عن عودة «ذا أنلي ون» بين اللاعبين على العالم، في المباراة التي اقيمت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، أمام ريال بيتيس الإسباني، وأتمنى أن تتوج جهود هذا اللاعب بإحراز الهدف ‬85 في هذه المباراة، قبل الأيام الأخيرة من عام 2012.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر