مزاح.. ورماح

شم ولا تذوق

أحمد حسن الزعبي

باسمي وباسم جميع أرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود في الوطن العربي، نتقدّم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير إلى سلسلة مطاعم «بيتزا هت» في كندا على لمستها الإنسانية الأخيرة الخاصة بإنتاج «عطر بيتزا هت»، الذي يحمل رائحة «البيتزا» نفسها، متمنين أن تنتقل هذه الفكرة الرائدة إلى جميع فروع الشركة في الأقطار العربية. صحيح أن الشركة في كندا قصدت بذلك «الطرافة» وتكريم زبائنها بطريقة فريدة وجديدة، من خلال إنتاج عطور تحمل اسم «بيتزا هت» وبخواص رائحة تلك الوجبة الطازجة نفسها، لكنها أفادتنا نحن الآباء من حيث لا تدري.

ففي الليلة الليلاء عندما يفتقد «النقد»، ولا نستطيع أن نحضر للأولاد تلك المستديرة الساحرة، نستطيع من الآن فصاعداً أن نطلب منهم أن يمّدوا أكفهم قليلاً، ثم نحضر زجاجة (البيتزا ‬100 مل) ونرشّ قليلاً على أكفّهم، ونطلب منهم أن يشموّها بعمق ويسترخوا قليلاً، لحين يفرجها الله بقدوم راتب الشهر الجديد، وقد لا نكتفي بذلك التصبّر وحسب، فقد نطهو لهم طنجرة عملاقة من الفاصولياء اليابسة، يرافقها صحن «تايتنك» من الأرز الأبيض، وقبل أن نضع مفارش الأكل على الطاولة نعطّر الغرفة بعطر البيتزا، ونطلب من الأولاد أن يغمضوا أعينهم عن طبق اليوم، ثم نحمد الله الذي جعل «البطن أعمى» والأنف بصيراً.

شكراً «بيتزا هت»، شكراً على هذه الخدعة الرائعة، التي قد تمتص كثيراً من الاحتجاجات الليلية في ميدان «التحريض»، كما أتمنى من بقية المطاعم العالمية أن تحذوا حذو الأخت الفاضلة «بيتزا»، مثلاً أن تنتج سلسة مطاعم كنتاكي: (كريم kfc)، وكذلك أن يتم إنتاج «جلّ هارديز»، و«لوشن بوبايز»، ومعجون أسنان «برغر كنج»، ومزيل أرق «بابا جونز».

❊❊❊

يبدو أننا فعلاً في زمن «شمّ ولا تذوق»، بدءاً من «الغذاء» وانتهاءً بـ« الحرية».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر