مزاح.. ورماح

نهاية العالم.. آخر الشهر!

أحمد حسن الزعبي

لو كنت أحد أفراد قبائل المايا، لكنت الآن مشغولاً باستعطاف كل اللئام الذين اضطهدوني أو استفزوني، وقمت بصنع مؤامرات بحقهم، أو أدليت بوشايات بالجُملة ضدهم، جالساً أقبل أيديهم وأرجلهم قبل أن أعمل «بوردنغ»

و« » نهائي للحياة الآخرة.. ولو كنت أحد أفراد قبائل المايا، لأحضرت في هذه اللحظات كل المنظفات الروحانية، وبدأت جلي الضمير بـ«ليف» الندم وتلميعه وتنشيفه من كل الضغائن، وركنه جانباً على رف الـ‬16 يوماً من نهاية العالم، ثم لتفرّغت لوداع الأحبة، وتقبيل الأولاد، وتوصية الزوجة، والكشف عن الديون، وتوريط من هم بعدي بسدادها، وتوزيع الوصايا بالتساوي، وذلك لإشغالهم سنتين على الأقل بذكري و«قرف» سيرتي.

‬16 يوماً على نهاية العالم! شخصياً أنا حضرت أربع نهايات متوقعة للعالم في السنوات الـ‬10 الأخيرة ولم يحدث شيء مما أشاعوا، بقيت الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب، وبقي الناس على حالهم، فلا عام ‬2000 «شقلب» مسيرة الكرة الأرضية، ولا عام ‬2007 قضم نصف الشمس، ولا الـ‬2010 عطل الحركة الملاحية، كل ما في الأمر أن هناك بعض الأشخاص يقومون بـ«سلخ» كذبة وترويجها عالمياً عبر وسائل الإعلام، وربطها بحركة الفلك، لإعطائها بعض الوقار العلمي، وما إن يحضر التاريخ المروّع حتى يغيب صاحب الشائعة، وينطفئ ذكره تماماً، فلا أحد يعرف كيف ذاب، ولا أين تلاشى!

نهاية العالم هذا الشهر! ولمَ كل هذا الاستعجال وهذا الترقب؟ أنا شخصياً كل شهر أشعر بنهاية العالم بمعنى الكلمة، تحديداً عندما أضع يدي في جيبي فلا أجد فيه غير ذاك الثقب الذي ألمس منه ركبتي من «الفقر»، فأبحث حولي فلا أجد أحداً من «العالم» الذين أعرفهم ليقرضني حتى «نزول» الراتب، بصراحة هذا مفهومي لنهاية العالم الحقيقية!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر