5 دقائق

فقه العشر

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

هلت علينا هذه الأيام الفاضلة بصحة وسلامة، وأمن وأمان، وتوفيق لما يرضي الرحيم الرحمن، فله الحمد والمنة والثناء الحسن، وتكثر في هذه الأيام الفاضلة أسئلة تتعلق بفقهها، نحب أن نضعها بين يدي القراء كما نُسمعها السائلين، وذلك بما يلي:

1 ــ فضل هذه الأيام كبير دلّ عليه إقسام الله تعالى بهن فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشفْعِ وَالْوَتْرِ} وذلك للتدليل على عظيم منزلتها عنده سبحانه، ولا شك أن الإقسام بها يقتضي اختصاصها بمزيد فضل، وقد بينه النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، فكل عمل صالح فيها هو أفضل من الجهاد في سبيله؛ صلاة أو صدقة أو صياماً أو غير ذلك.

2 ــ صيام هذه الأيام بخصوصه مستحب، فقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، وكان مالك يستحب لمن كان عليه قضاء رمضان أن يصومها في هذه العشر، فمن لم يكن لديه رغبة في التطوع قضى فيها الواجب.

3 ــ التهليل والتكبير المطلق عند رؤية بهيمة الأنعام لقول الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} وهي سنة أصبحت مهجورة، وقد كان ابن عمر، وأبوهريرة، رضي الله تعالى عنهما «يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما» كما في الصحيح.

4 ــ صيام يوم عرفة بخصوصه، فقد قال عنه، صلى الله عليه وسلم: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده».

5 ــ الإمساك عن قص الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي، لحديث أم سلمة، رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئاً»، والأمر للندب لا للوجوب عند جمهور العلماء، وهو أحد القولين في مذهب أحمد، واستظهره المرداوي في «الإنصاف»، ومن لم يفعل هذه السنة فأضحيته صحيحة اتفاقاً.

6 ــ ذبح الأضحية، وهي سنة مؤكدة للقادر عليها؛ وهي من أعظم القرب في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة، ويسن أن يشهدها إحياءً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد، عليهما الصلاة والسلام، وأن يأكل منها، ويطعم الفقراء لقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.

7 ــ يشترط في الأضحية أن تكون سليمة من كل عيب يُنقص لحمها أو ينفر من أكلها، فلا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها، والعرجاء البين عرجها، والمريضة البين مرضها، والكسيرة التي لا تنقي، كما صح في الحديث.

8 ــ التكبير المقيد بعد الصلوات، ويبدأ من صبح يوم عرفة، وقيل من ظهره، إلى رابع أيام التشريق، وقيل إلى ثالث أيامها.

9 ــ الحرص على صلاة العيد وإظهار البشر والسرور وصلة الأرحام.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر