مزاح.. ورماح

(عندك سلف؟!)

عبدالله الشويخ

بعض العرب لا يطمر فيهم الخير أبداً، ولا يعرفون عن شكر النعمة إلا ما يعرفه أبولؤلؤة المجوسي عن الآيفون (فور ـ إس)!! فبعد أن قامت الجهات المسؤولة مشكورة مأجورة بكل حسن نية بصرف رواتب الموظفين ومن لفّ لفّهم قبل عيد الفطر، لكي يتسنى لنا جميعاً الحصول على بعض (البحبحة) أثناء إجازة عيد الفطر المبارك، أصبح البعض يصبّ جامّ غضبه في هذه الأيام على صرف الرواتب مبكراً، ما جعل الأيام الحالية (كسنيّ يوسف) على الكثيرين، بعد أن جاءت الفكرة، حد قالك! لو كنت مكان الجهات ذاتها لأجلت راتب عيد الأضحى المقبل إلى رأس السنة الميلادية من باب (التحويش للشعب)!

45 يوماً هي فعلاً مدة طويلة، وهو درس مجاني في التوفير والتدبير، وما أكثر الدروس التي نتلقاها في هذه الحياة ولا نعلم متى ستتاح لنا الفرصة للاستفادة منها! أصبحت فعلاً لا أرد على أي اتصال في هذه الأيام، فالاتصالات كلها لسبب واحد ووحيد وهو طلب (سلفة)، إلا أنها تختلف في أساليب بدايتها: فالاتصالات الواردة من الشباب المواطنين تبدأ بعبارة: طلبتك قول تم! والواردة من الشباب الوافدين تبدأ بعبارة: إلك ولا للذيب؟ والواردة من خارج الحدود تبدأ بعبارة: عندك فلوس يالكبش!.. المشكلة أن أغلب العبارات تسمعها أثناء محاولتك إحصاء وعدّ ما تبقى من خردة في مطفأة السجائر الموجودة في السيارة، وإجراء معادلات تفاضل وتكامل عدة، لمعرفة ما إذا كان ما في داخلها سيؤدي الغرض إلى مطلع هلال شهر أكتوبر أم لا!.. وتحمد الله أن كلتا كليتيك سليمة!

ولأن العين بالعين والسن بالسن. ففي المقابل، لا تستغرب أن ربعك الهوامير، ووالدتك الحنون، ومصادر تمويلك بدورهم أصبحوا لا يجيبون عن اتصالاتك معروفة الأسباب سلفاً!!

هناك بالطبع العديد من التكنيكات للاعتذار عن التسليف، فمثلاً هناك تكنيك السخافة، وهو أن يتصل بك أحدهم ويسألك: هل لديك سلف؟ فتقول له لا والله بس صوفية وإخوان... هههه، وهكذا ستتجه دفة الحديث أوتوماتيكياً إلى الأمور السياسية ومرسي وأحداث مصر وحزب النهضة، ويقرف صاحبك وينسى موضوع السلف من أصله، وهناك أسلوب الضربة الاستباقية، بحيث تهاجم الخصم بمجرد إحساسك بأنه سيطلب سلفة بأن تطلب أنت منه مسبقاً: كان عندي موضوع معاك، والله زين بس قبل ما تقوله عندك 20 ألف لين أول الشهر! وهكذا ستسمع نغمة انقطاع الخط الشهيرة مباشرة: طوط.. طوط.. طوط!!

ولكن صدّقني هذه المرة ستحس بأنها أوركسترا جميلة!!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر