من المجالس

الله يجازيك يا زمان

عادل محمد الراشد

رغبة في فطيرة «فلافل» نفضت غبار الذاكرة عن كلمات الشاعر الشهير عبدالرحمن رفيع عندما صاح هاجياً زمانه قبل نحو أربعين سنة في قصيدته الشهيرة «الله يجازيك يا زمان.. الشعري (الربعة) بثمان؟». فداخل أحد مطاعم المشروعات الجديدة يطل «ساندويتش» الفلافل بصور مختلفة على لوحة مضيئة في أعلى جدار المطبخ المكشوف لينافس مثيلاته من بنات أفكار «ماكدونالد» واخوانه، وتحت كل صورة كتبت الأسعار التي تبدأ من 12 درهماً للفطيرة الواحدة! أين سمكة الشعري التي لو أعاد الشاعر كتابة قصيدته «بروح العصر» لقدم لها اعتذاراً تاريخياً، مكتوباً ومسجلاً ومنقولاً يطوف الفضاء ويعبر الشبكات ليعيد لذلك الزمان وكل تفاصيله اعتبارهما.

ويبدو أن الغيرة قد أصابت الفلافل عندما انتفضت «الشاورما» قبل ذلك على قوانين السوق والتصنيف الشعبي للوجبات فقفزت بسعر فطيرتها الى «يبدأ من» عشرة دراهم، فأرادت أن تقدم لزبائنها إضافة فنفذت انقلاباً سعرياً قفز بسعر «ساندويتش» الفلافل ثلاثة أضعاف سعره المعروف.

أحدهم قال بلا فلافل بلا نفخة، وبلا «شاورما» بلا دهون ثلاثية وسداسية وتساعية، فقرر تمتين العلاقة مع الزيت والزعتر فدخل احد المطاعم «الحديثة» التي تقدم «المناقيش» ورفيقاتها على طريقة «شيليز» وطلب فطيرتين لا تشبعان دجاجة، على حد وصفه، فدفع ضعف قيمة صحن «برياني» معتبر. ويبدو أن «العكاوي» و«فريحة» و«الإبراهيمي» وإخوانهم من «الفيرجن» القديم لم يعودوا قادرين على مقاومة رياح العولمة التي ألبست الفلافل تغليف «ساب وي» وقدمت الزعتر في علب «البتزا» وخصّت «المندي» بكبائن «في آي بي»، فعربة الأسعار على الجرار ولو كرهت جمعيات وإدارات ولجان حماية المستهلك.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر