من المجالس

«العربية».. تسطيح بدعوى التبسيط

عادل محمد الراشد

قبل عقدين من الزمن بدأت الحملة ضد اللغة العربية في معظم بلاد العرب على محاور عدة، محور السوق ومتطلباتها، التي لم يعد من بينها إجادة اللغة العربية شرطاً للحصول على الوظيفة، ومحور العلم الذي جردت لغة الضاد من أي قدرة على مجاراة فتوحاته وإبداعاته، ثم محور التعليم الذي كان المتهم الأكبر فيه «تعقيدات» قواعد اللغة «وجمود» النصوص التي تؤدي إلى نفور الطلاب من كتاب اللغة العربية، فكان سلاح المهاجمين فيه العمل على تسطيح المناهج الدراسية بدعوى التبسيط، وتقليص الكتاب المدرسي وتخفيف المنهاج الدراسي، وتقليل حصص اللغة العربية لحساب اللغة الإنجليزية، بينما زاد الأمر سوءاً في قطاع التعليم الخاص الذي همّش مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية ووضعهما في أدنى ترتيب مخرجاته العلمية ومساقاته التعليمية.

والنتيجة تظهر اليوم بجلاء كحصاد لتك السنين من العمل الدؤوب لإضعاف اللغة العربية، ليس في المدارس والجامعات، ولا في الأعمال والوظائف فقط، وإنما في تفاصيل الحياة اليومية لهذا الجيل، في البيت والمقهى وأماكن الترفيه وأمام شاشة التلفاز وفي غرف الدردشة الإلكترنية، والمزيد من الأعراض يبدو أكثر وضوحاً لدى الصغار، من قبل مرحلة الروضة التي أصبحت بلغة اليوم «كي جي».

الشكوى لدى شرائح واسعة من الطلاب والطالبات من صعوبة مادة الرياضيات لا تقل، بل ربما تزيد، على الشكوى من «عقد» اللغة العربية، فهل من المنطقي تسطيح الرياضيات وإفراغها من محتواها العلمي إرضاء لرغبات الطلاب بحجة التبسيط والتسهيل، أم إن الحرص على قوة مخرجات المادة يفرض كما يحدث مع المواد الأخرى تطوير الوسائل مع الحزم في تأكيد أولوية اللغة العربية كمادة نجاح أو سقوط؟

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر