مزاح.. ورماح

«الفنط!»

عبدالله الشويخ

 

نحن الآن في قمة الموسم! ما ينقصنا هو فعلاً موقع مختص أو أندكس لأفضل المساجد لصلاة التراويح، هل من متطوعين لهكذا مشروع؟ يمكننا تقسيم درجة الأندكس على 100 درجة توزع كالتالي: نظافة وسعة المسجد 10 درجات، سهولة الوصول إلى المسجد والمواقف الخارجية للسيارات وضمان عدم وجود مفتشين للبلدية (بلا مذهب) يخالفون المصلين 10 درجات، صوت الإمام 10 درجات، الوقت الذي يستغرقه الإمام 10 درجات، هنا سيضع البعض ملاحظة (الوقت الأقل يعني درجات أكثر) الإبداع في دعاء القنوت 10 درجات، منع المصليات من إحضار تلك المخلوقات المزعجة المسماة عرفاً بالأطفال الرضّع 10 درجات، وجود مياه للشرب بين صفوف المصلين 10 درجات، وجود مرافق صحية كافية لا تضطرك إلى الوقوف لخمس دقائق محرجاً مع ثلة من المحترمين خارج أبواب المرافق التي تحمل حتماً عبارة على غرار «النصر لتشي جيفارا» و«تسقط العولمة» 10 درجات. الجميل هنا أنه بمجرد خروج الشخص الذي كان متأخراً يبدأ الجماعة يتعازمون.. تفضل.. لا والله على اليمين! علام تتعازمون؟، وجود مناديل ومصاحف وسلال 10 درجات، والعنصر الأخير في تقييمنا هو الخطوط (الفنط) المستخدم في كتابة الآيات الكريمة على زخارف وحوائط المساجد. هل من أفكار أخرى!

حسناً فعلت الهيئة العامة للأوقاف قبل أعوام عدة بإطلاق حملة «مساجدنا من مظاهر حضارتنا»، فأولاً سببت الحملة فعلاً اهتماماً مضاعفاً بخدمات وطبيعة التشكيل الداخلي لها في دور العبادة، لتقوم بدورها بشكل أوسع من إقامة الصلوات الراتبة فقط. وثانياً أن الحملة خففت من احتجاج البعض في ذلك الحين على قرار اقتصار إقامة الصلوات على السماعات الداخلية، وذلك مبحث آخر.

الأمر الذي لم يتغير ولا يبدو أنه يريد أن يتغير هو تلك الظاهرة غير المفهومة في تفاصيل النقطة الأخيرة. ترى أحد المحسنين أو إحدى الجهات الممولة في الدولة، وقد أحضروا واحداً من أفضل الاستشاريين وقاموا ببناء مسجد أو أكثر يعد تحفة معمارية في مجاله، وعندما تأتي للخطوط المستخدمة في كتابة الآيات تجد أنهم استخدموا خطاطين آسيويين قليلي الخبرة أفسدوا بأدائهم مجمل الشكل العام للمسجد! ولم يكلفوا أنفسهم حتى الكتابة باستخدام برنامج «الوورد»!

الإمارات أصبحت مركزاً لوجود أكبر قامات الخط العربية وأروعها، فهل من تشريع أو رقابة لضمان جودة الخطوط في مساجدنا، وبالتالي ضمان 10 نقاط على الإندكس المذكور أعلاه؟

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر