مزاح.. ورماح

(كفارة!)

عبدالله الشويخ

انتصف موسم (الطوع)، وبدأ كل منا يخرج رمضانياته بطريقته الخاصة، فمن ذلك الرقيع الذي يقول لمحبوبته: اسمحيلي في كلمة بس ما أقدر أقولج إياها قبل الفطور، لا والله؟ ما عرفنا! حبك برص انته وياها! إلى ذلك الذي تقول له الحمد لله على نعمة الأمن والأمان في بلادنا، فيرد عليك وقد أسبل عينيه بإيمان: تصدق الحمد لله من أول رمضان ما قفلت باب بيتي وما في شيء انصرق! كأن اللص سيجد كنز قارون في منزله! لو زارك لص لترك لك نصف ماله!

تصل الحالة الإيمانية إلى قمتها عندما يتذكر كل شخص بأن عليه كفارة يمين، تعالَ واسمع! هنا يتجلى الإبداع فمن الذي حلف ألا يعود إلى تشجيع نادٍ معين، إلى الذي حلف ألا يسافر مع فلان، ومن الذي حلف بألا يدخل تحت بوابة سالك، وليس انتهاء بالذي حلف ألا يركب سيارة تتبع لوكالة معينة.. لي صديق حلف يميناً مغلظة بألا يراجع دائرة حكومية معينة، ولا يطلب حقه فيها، لأنهم رفضوا له اقتراحاً ذات يوم.

طبيعتنا الاجتماعية وثرثرتنا تجعلنا نستخدم الحلف في كل شيء: الاستنكار: والله. الغضب: والله لأفعلن. الدهشة: والله! الوعيد، القسم، الإنذار، الحب، القلق، الجوع كل شيء، متناسين «ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم»! وكم وكم نحلف مبالغة، وكم وكم نحلف مجاملة، وكم وكم يحلف البعض كذباً لعدم إغضاب هذا أو إحراج ذاك!

النقطة الجيدة في الموضوع هي أن (كوبونات) كفارة اليمين متوافرة في كل مكان، لكن ما أعرفه، والله أعلم، بأن الفقهاء قالوا إن كفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، والكوبونات متوافرة في بعض الجمعيات الخيرية بـ100 درهم! فلا أعرف هل يطعمون المساكين دال وخبز رقاق؟ في أسوأ مطعم في الإمارات لن تقل فاتورتك عن 50 درهماً، خصوصاً في شهر رمضان، فـ«شو الترتيب»؟ علماً بأن الكفارة تكون من مستوى المكفر وليس على مستوى (المكفر فيه)!

الفقهاء وعلماء الدين الأفاضل أدرى بهذا الأمر، فهو مجالهم، وليس مجالنا، لكن من باب التعلم لا أعلم عندما يكون المبلغ زهيداً فمن الطبيعي أن نرى مشهد ذلك الذي يشتري دفتر كوبونات، ويحوش عنده من أجل كم كذبة بيضاء وزرقاء، الكوبونات متوافرة والكفارة رخيصة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر