مزاح.. ورماح

«قرطب قح»

عبدالله الشويخ

من المصطلحات الجميلة التي لم أنسها في المنطقة الغربية الحبيبة هي هذا المصطلح العجيب الذي كنت أسمعه من سكان الغربية بين فترة وأخرى «قرطب قح» وتعني بالعامية «شغل سريع، مشي حالك، قص ولصق»!

وبعد حفلة القرقيعان السنوية يكتشف فجأة أغلب المنتجين الذين قاموا بتوقيع عقود مع التلفزيونات المحلية، أنه لم يتبقّ على الشهر الفضيل سوى أسبوعين، وأنهم لم يقوموا بإنتاج المتفق عليه، فيتحولون إلى «قرطب قح» ويبدأون إنتاج بعض البرامج المتدنية الجودة، والتي لا تحترم «غباء» المشاهد، فضلاً عن احترام «ذكائه»!

اتصل بي أحد الزملاء الإعلاميين وقال لي إن أحد برامج «الكاميرا الخفية» قد اتصل به، وعرض عليه أن يشارك في إحدى حلقاتها ضيفاً، لكي يتم عمل مقلب به، يقول الزميل إنه استغرب وسألهم عن معنى أن يتصلوا به ويعرف بالأمر فأخبروه بأنه صراحة لا وقت لديهم، ويريدون الانتهاء من الموضوع سريعاً، وأنه لن يعلم متى سيكون المقلب، هل قبل التسجيل أم أثناء التسجيل أم بعد التسجيل، وذلك من باب حرصهم على الصدقية والمهنية وردود الأفعال الطبيعية!

زميل إعلامي آخر يقسم بأنه لم يشاهد حلقة من أي من برامج الكاميرا الخفية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لأنه يحفظ أشكال الإعلاميين الذين يؤدون المقالب أكثر من أشكال أبنائه، وأنه يحس بالإهانة والسخافة وتعاوده أعراض البواسير والقلب والضغط، بل أحياناً يحس بلوعة «جبد» وبعض مظاهر الحمل إذا شاهد إحدى الحلقات!

بالطبع كانت هناك تجارب ناجحة وخارجة عن المألوف الممل مثل برنامج «السمسار»، ومثل محاولة شبه ناجحة لتقليد برنامج «جست فور لافز» الكندي، لكن التجربة الأولى تحتاج إلى مواقع وأفكار جديدة لتتابع نجاحها فخالد حرية لن تعدي عليه السالفة لثلاثة مواسم متتالية، والثانية تحتاج إلى أداء وسيناريوهات أفضل وإلا ستعود الأمور بعد هذا الموسم إلى حالها القديمة، ونعود إلى ذلك الممثل رديء الأداء وهو يردد بسخافة: معقولة؟ زخيتوني؟ لا والله؟ أنا كنت حاس إن في شي مب عادي؟ حسبي الله عليكم!

قرطب قح، قرطب قح، وين الغلط؟ وين الصح؟

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر