مزاح.. ورماح

«هدم الأفكار السيئة»

عبدالله الشويخ

كم يشوه البعض صرخة «الله أكبر» - وهي منزهة عن أي تشويه - عندما تستخدم في غير موضعها! فهل «الله أكبر» التي يطلقها مجاهد تدثر بكفنه مثل تلك التي يطلقها مجموعة من الغوغائيين قبل تنفيذ مهام زينها لهم الشيطان؟

أتذكر اليوم ووسائل الإعلام تنقل عن مجموعات «مسلحة» في مالي قامت بهدم مبانٍ، تم تصنيفها على لائحة التراث العالمي لـ«يونيسكو» في تمبكتو، أتذكر بعض الجهلة قبل سنوات عدة من الذين قاموا بالمثل بهدم أقدم تماثيل لبوذا في أفغانستان باستخدام رؤوس رخيصة من المتفجرات، ونقلوا إلى العالم كله عملية التفجير مصحوبة بصرخة «الله أكبر»، لكي يتمادوا في لصق جهلهم بالإسلام!

دخلت جيوش الصحابة والتابعين مصر الكنانة وأفغانستان ومالي، ووصلت إلى الصين وإسبانيا، ولم نسمع بأن أجدادنا، رضي الله عنهم، قاموا بهدم أي أثر، وهم أعلم الناس بالقرآن والسنة، بل كانوا ينظرون إلى الآية الكريمة {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين}، فكيف ستنظر الأجيال القادمة وقد هدم الجهلة آيات النظر!

ألا يوجد من يشرح لهؤلاء القوم أن «علي دينار»، حاكم غرب إفريقيا، الذي كان من أعلم وأجود أهل الأرض في زمانه، عندما كانت تمبكتو حاضرة العلم والمعرفة في إفريقيا، والذي كان يرسل كسوة الكعبة الشريفة سنوياً من مالي إلى الحجاز، قد رأى هذه الآثار ولم يهدمها! لسنا قبوريين، ولا نقدّس الأضرحة، لكن نقدّس التاريخ والآثار، ومن أراد أن يهدم فليهدم الأفكار السيئة في أذهان الناس لا أن يهدم آثارهم، ونأمل أن يزول الجهل المصاحب لتحركاتهم، الذي يؤثر حتماً في الصورة الجميلة لديننا العظيم، الذي يحاول كثيرون استغلال مواقف كهذه للإساءة إليه.. والله غالب على أمره!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر