مزاح.. ورماح

«ولد أمون!»

عبدالله الشويخ

مستوى الحس الأمني والبعد «التحرياتي» في الشخصية الإماراتية يحتاج إلى الدراسة والتحليل، فالرقم السري الخاص بالحساب البنكي دائماً مسجل على ظرف بطاقة الـ«إي.تي.إم»، والأذكياء منا الذين يعلمون أن اللصوص ليسوا أغبياء يسجلون أسماء الأبناء الذين يشكل تاريخ ميلادهم الرقم السري، فبطاقة مكتوب عليها «ميثا»، وأخرى مكتوب عليها «عبود»، وهناك دائماً تلك الشخصية العصبية الأذكى تراه وقد كتب على غلاف البطاقة: عيد ميلاد حمود 3/4/الرقم السري!

سمعت ذات يوم أن أحد البنوك لا يمنح المعلومات المطلوبة من العميل، الذي فقد الرقم السري، إلا بعد سؤاله عن اسم أمه! ولما كان أحد أصدقائي لا نعرفه إلا باسم «ولد أمون»، فقد خمنت بالطبع بأن اسم أمه لن يكون «بخيتة»، قمت كنوع من الدعابة بالاتصال بالبنك، وأخبرته بأني أريد تغيير رقم الهاتف الذي يصل إليه كشف الحساب، وفعلاً سألتني الموظفة أسئله تقليدية عدة، أعرفها عن صاحبي تماماً، على غرار الاسم، تاريخ الميلاد، رقم صندوق البريد، رأيك في لون نعول عبدالله بالخير، أمور معينة ثابتة، ثم سألتني السؤال السري: اسم الوالدة! أحرجت حقيقة، وقلت لها: خلي الحريم بعيد! ثم تذكرت بأنها ليست أمي، فقلت لها: أمون.. آمنة، فكان جوابها مباشرة: سنرسل كشف الحساب على رقم الفاكس الذي طلبته يا سيدي!

ورغم أن النهاية لم تكن وردية، فصاحبنا الذي توقعنا أنه هامور، وسيغلق «أفواهنا» بعشوة درءاً للحسد، بعد أن نعرف رصيده اتضح أنه مديون و«منتف»، ما أدى بنا إلى إنشاء صندوق دعم له، إلا أنني مازلت أذكر القصة، كلما سمعت عن جرائم إلكترونية، وسرقات أبسط ما يوصف ضحاياها بأنهم «عبط»!

تصفح الهاتف الجوال لأي من الزملاء ستجد فيه الأسماء التالية: رقم الحساب، رقم الآي بن، رقم البطاقة، رقم «سالك»، الرقم السري لـ«سالك»، «ولد أمون»، «باسوورد الإيميل»، ودواليك، بمعنى أنه يكفي الحصول على هاتف جوال لأي شخص، لتنتقل ملكيته (هو شخصياً) بما يملك إليك! مفتاح المنزل دائماً تحت «الدعاسة»، ومفتاح السيارة دائماً فوق التاير اليمين! أوراقنا المهمة تتناثر فوق المكاتب، وملفاتنا الأهم تجدها دوماً على «الدسك توب»، وكلمة المرور في نصف الأجهزة في الدوائر الحكومية هي qwer-1234!

وبعد كل هذا تتصل بأحدهم لتسأله عن إجازة العيد، ومتى سيكون تاريخها، فيقول لك، وقد ارتجف صوته: «احنه في التلفون يا ثور بعدين بعدين يوم أشوفك.. احم.. ما ينفع هني»!!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر