في الحدث

في ذكرى «النكبة»

جعفر محمد أحمد

نستعيد اليوم، فلسطينيين وعربا ومسلمين ومحبي سلام، مرارة الذكرى الـ64 لنكبة فلسطين، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتمسكه بحق العودة الى ارضه التي اغتصبها الاحتلال بقوة السلاح.

هذه الذكرى الاليمة التي تمخضت عن إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو ،1948 تصادف هذا العام، معركة من نوع آخر، أبطالها أعطوا درسا في الانسانية والاخلاق والقيم للاحتلال، إنهم اصحاب الامعاء الخاوية وأسرى الحرية، لم ترهبهم زنازين الاحتلال وسجانوها، بل تسلحوا بعزيمتهم القوية وإرادتهم الصامدة وعشقهم لكرامتهم وإنسانيتهم.

وفي خطوة غير مسبوقة سيتم إحياء ذكرى النكبة اليوم، بإضراب شامل في الداخل، تضامناً ونصرة لنضال الأسرى. الشعب الفلسطيني الصامد، في الداخل والشتات، سيظل يطالب بحق العودة إلى أرض الاجداد، على الرغم من آلة البطش العسكري المستمرة، إلى أن يسترد حقه المسلوب،

حتى إن كان الثمن غاليا، فهو يعرف تماما أن الليل لابد أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر.

الاحـتلال يعـرف ذلـك جـيدا، لكـنه يفعل المستحيل لبقائه، لذا نجد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تتوقف يوما عن سياساتها التوسعية والعدوانية المتمثلة في الاستيطان، وامتهان كرامة وحقوق الإنسان الفلسطيني.

حكومات تتغير شكلا، ويظل الجوهر، تصادر الأرض وتقمع وتقتل وتعتقل، دونما حسيب أو رقيب، بل تجد الدعم والمساندة وغض الطرف من حلفائها، وفي مقدمتهم أميركا، التي تستخدم حق النقض (الفيتو)، لمنع صدور أي قرار يدين الممارسات الإسرائيلية المخالفة للقانون والشرعية الدولية، الامر الذي يعطى الاحتلال الضوء الاخضر، للتنكر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كبقية شعوب الأرض، وفرض سياسة الأمر الواقع لمنع قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

المجتـمع الـدولي مـن دون شـك يتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخـلاقية، الناجـمة عن مـعاناة الشـعب الفـلسطيني منذ أكثر من ستة عقود، وأيضـا تقع على عـاتقه مسـؤولية ضـميرية تتمثل في إنهاء تبعات نكبة فلسـطين، وتهـجير أبنـاء شعـبها قـسـرا، وبالاضـافة إلى سـكوت المجـتمع الدولي عن الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الاراضي المحتلة، نجد أيضا ضغوطا تمارسها دول بعينها على الشعب الفلسطيني، لحرمانه حقوقه الوطنية المشروعة، والحيلولة دون قبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، رغم اعتراف ما يقارب الـ130 دولة من دول العالم بدولة فلسطين. 64 عاما مرت على نكبة فلسطين، والشعار واحد لا يتغير «سنعود يوما إلى حيفا، يافا، عكا... وإن طال السفر».

وعلى الرغم من المعاناة ومرارة الذكرى، فإن احياء النكبة هو أضعف الايمان، لأنه تذكير بالحق، ورفض لسياسة الاحتلال الهادفة إلى طمس هوية الشعب الفلسطيني، وتصفية قضيته، وشطب حق العودة.

jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر