أبواب

احتكار الدراما التلفزيونية

علي العامري

دراما التلفزيون لاتزال «حكراً» على جيل محدد من الممثلين الإماراتيين، وهو جيل الفنانين المحترفين، هذه الملاحظة أكدها مسرحيون شباب عبروا عن معاناتهم مما يمكن وصفه بـ«التهميش» في المسلسلات التلفزيونية، وقالوا إن الأدوار الرئيسة لاتزال «محتكرة»، وإن كواليس العمل التلفزيوني لاتزال تشهد «مداولات» وترتيبات تخص الأدوار الأساسية في الدراما.

الشباب الذين تحدثوا لـ«الإمارات اليوم» في موضوع نشر يوم الأحد الماضي، باحوا بهموم تشغل بالهم، إذ عبروا عن طموحاتهم بأن يسهموا فعلياً في الأعمال الدرامية التلفزيونية، خصوصاً انهم أشاروا الى أن الوضع الحالي اذا بقي على ما هو عليه، فإنه ينبئ بخطر يدهم الدراما الإماراتية، في حال استمر استبعاد الطاقات الإماراتية الجديدة عن أدوار كبيرة فيها. ومن المعروف أن الفنون، خصوصاً الدراما، في المسرح والتلفزيون والسينما، إن لم تفتح مجالاً للطاقات الشبابية الجديدة، فإنها ستبقى «مكانك سر» على أقل تقدير، إن لم تتراجع إلى الوراء، إذ إن التجديد من طبيعة الإبداع، ولابد من إتاحة فرص حقيقية في الدراما التلفزيونية المحلية لوجوه جديدة أبدعت على خشبة المسرح، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق بين خصائص التمثيل بين التلفزيون والمسرح، وهذا الأمر يعيه الشباب الذين يتوقون بالفعل إلى أخذ ادوار حقيقية على الشاشة الصغيرة، ومن حق الجمهور أن يتعرف إلى طاقات ابداعية جديدة، مثلما يحق للممثلين والمخرجين والفنيين الشباب الذي حصدوا جوائز مهمة في مهرجانات محلية وخليجية وعربية، أن يعبروا عن طاقاتهم الإبداعية في الدراما التلفزيونية التي تتسع للجميع، بعيداً عن مبدأ الاحتكار أو الإقصاء أو التهميش أو الصراع بين الأجيال، كما يحلو للبعض تسميته.

كما أن شباب المسرح في حاجة إلى الاحتكاك الفني مع الفنانين المحترفين، ومعايشة تفاصيل في صناعة الدراما التلفزيونية وجوانبها التمثيلية والفنية والتقنية وخصوصيتها، ويجب ألا تكون «متطلبات الشاشة» مبرراً لاستبعاد فناني «الخشبة» من الشباب الذين اشاروا إلى قلة الفرص الحقيقية المتوافرة لهم للعمل في دراما التلفزيون، علاوة على حصول بعضهم على أدوار نمطية، مثل دور الابن، أو أدوار هامشية لا تترك بصمة للممثلين الشباب في العمل، كما لا تترك انطباعاً لدى الجمهور عن قدرات هؤلاء الفنانين.

فهل أصبحت جوائز «الخشبة» بمثابة «تركة ثقيلة» أو عائقاً أمام شباب المسرح الذين يشكون جعلهم خارج «كادر» المسلسلات التلفزيونية، مع أن أبطال الدراما التلفزيونية المكرسين منذ سنوات طويلة، هم أنفسهم جاؤوا من خشبة المسرح، بعدما أتيحت لهم فرص المشاركة الفعلية في الأعمال التلفزيونية الإماراتية.

إن الإنجازات التي حققها الممثلون والمخرجون والفنيون الإماراتيون في المسرح، تؤهلهم ليبدعوا في التلفزيون أيضاً، وأن يكونوا نجوماً في فضاء الدراما التلفزيونية.

 

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر