5دقائق

د.عبدالله الكمالي

أجمل لغات الدنيا هي اللغة التي نزل بها القرآن العظيم «بلسان عربي مبين»، إنها اللغة العربية: لغة مملوءة بالمشاعر والكلمات والمصطلحات، اعتنى بها علماؤنا عناية عظيمة جداً، وما وجدته من قسوة من بعض أبنائها في هذا الزمان، خصوصاً، سيدفعنا بالتأكيد للعناية بها أكثر وأكثر.

إن اللغة العربية ستكون حية إذا أحسنّا تقديمها للناشئة، من خلال خطوات سهلة تغرس فيهم حب هذه اللغة الجميلة، وأعظم هذه الخطوات: تشجيعهم على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، فعندها يتعلمون نطق الحروف بشكل سليم، سيعرفون كيف ينطقون الضاد والذال والثاء دون جهد أو تعب منا.

حفظوهم أيضاً شيئاً من الأحاديث النبوية، فأفصح من نطق بالضاد هو سيد الثقلين، بأبي هو وأمي، عليه الصلاة والسلام، وكم من مفردات وكلمات في أحاديثه لو عرفها الناشئة لاتسعت مداركهم اللغوية، ولوجدوا للغة العربية أثراً وجمالاً لا يمكن وصفهما، حدثوهم عن قصة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي، وقصة إسلام سلمان الفارسي، وقصة أصحاب الأخدود، وغيرها من القصص التي صحت وثبتت، وانظروا إلى الكم الكبير من المفردات التي سيتعلمها الطفل من خلال السنّة النبوية.

والناشئة بطبيعة الحال يحبون القصص، فلو وفرنا لهم كتباً سهلة ميسرة، فيها قصص نافعة ومفيدة، فهذا أيضاً جانب مهم سيدفعهم إلى حب هذه اللغة الجميلة، خصوصاً في فترة الإجازة الصيفية، وإذا أضيف إلى ذلك وضع جائزة لمن يقرأ أكثر، عندها ستضمن الأسرة نتائج طيبة في هذا المشروع المهم.

أظهروا، أيها الآباء والأمهات، اعتزازكم باللغة العربية أمام الناشئة، فلا تخلطوا في كلامكم بين العربية وغيرها، نعم إذا كان هناك داعٍ وسبب للكلام بغير العربية فالأمر هين، لكن أن نتحدث أمام الأطفال دائماً بلغة أجنبية أو لغة ممزوجة من لغات عدة فهنا تكمن المشكلة.

وكما أن للأسرة دوراً مهماً في تعويد الأبناء على حب اللغة العربية، كذلك لمعلم اللغة العربية خصوصاً أعظم الدور والأثر في ذلك، شجعهم وحثهم وادفعهم إلى حب العربية، فلو كتب الطالب نظماً أو نثراً فشجعه، ولو كان ما كتبه سيئاً للغاية، فربما نبغ هذا الطالب غداً في كتابة الشعر والأدب بسبب كلمة تشجيع سمعها من معلم فاضل حريص. وما أجمل أن نخصص في وسائل الإعلام مجموعة من البرامج التي تستهدف الأطفال، وتعلمهم لغتنا، وتعرض لهم اللغة بأسلوب ذكي عصري يجمع بين التعليم والترفيه.

وبعد هذه الكلمات هل تروني، معاشر القرّاء، ذكرت النحو من قريب أو بعيد، لم أذكر النحو، فمن ظن أن العربية فقط هي النحو فقد جانبه الصواب، فالأجيال حالياً تحتاج إلى اعتزاز بهذه اللغة، وحرص على النطق بها، أكثر من حرصها على النحو.

وختاماً: أتوجه بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لحرصه على العناية باللغة العربية، من خلال قرارات تاريخية ذكّر بها الجميع، أن علينا بالفعل أن نعتز بلغة القرآن الكريم، فلغتنا هي هويتنا.

 

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Twitter:@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر