مزاح.. ورماح

معاك «ليسن» (2)

أحمد حسن الزعبي

ظلت عقدة «الليسن» تلاحقني؛ فبعد إخفاقي في امتحان «الموقف» للمرة الثالثة على التوالي، قمت على طريقة إدارات الأندية الرياضية بإنهاء خدمات مدربي الإيراني «عباس»، محملاً إياه كل أخطائي السابقة، واستبداله بالمدرب الباكستاني «حسن مير». الحسنة الوحيدة في هذا المدرّب أنه فور ركوبي خلف المقود، وتعديل وضعية الكرسي، ووضع حزام الأمان، والنظر في المرآة الأمامية، كما علمني، وفور بدئي محاولات التقديم والتأخير «بالكورولا» الحمراء لتأتي تماماً بين خشبتين كما تطلب «المرور»، كان يخرج هاتفه المتحرك نوع «الكاتيل»، ويجري اتصالات مع أصدقاء كثيرين دون أن يبدي أي ملاحظة على تدريبي أو ينبهني إلى نقاط ضعفي، وبعد أن ينهي مكالمته كنت أسأله «كيف ترى قيادتي؟»، فيقول: «واااجد زين»، وأحياناً يجاملني بطريقة مفضوحة قائلاً: «فنّان كبير!»، ثم يشير إلي بالنزول، وعندما أسأله إلى أين؟ يقول: «الحين صلاة.. لا».. أي أنه يريد أن يوصلني إلى بيتي ليلحق صلاة المغرب، علماً بأنه كان يتأخر عليّ بقدومه ربع ساعة «بحجة صلاة العصر»، أي أن الحصة الفعلية التي كان يتكرّم علينا فيها معالي «حسن مير» نصف ساعة فقط لا غير.. الله يسامحه على كل حال.

«وااااجد زين» و«فنان كبير» هذه. كلفتني أن رسبت مرتين أيضاً في «الموقف»، ومرتين في امتحان «التلّة»، وخمس مرات مشبعات في امتحان الشارع، وبالتالي خسرت وظيفتين محترمتين، لتجاوزي حدود صبر المديرين على إنجازي البطيء، وعدم حصولي على «الليسن» إلا بعد سنة كاملة من «التقدم إلى الوراء».

❊❊❊

السياسة «سياقة» أيضاً، فكم من زعيم عربي لم يعدّل وضعية كرسيه جيداً عندما شعر بالامتحان، ولم يضع حزام الحكمة، ولم ينظر في مرآة التاريخ! كم من زعيم عربي أخفق في امتحان «الموقف»، وفقد السيطرة في الشارع بسبب «واجد زين» و«فنان كبير» التي يطلقها نظامه ومن حوله وهم يتغذون على المصلحة والمنفعة، ويرتدون ثوب النصيحة والمحبّة دون أن يهدوه إلى نقاط ضعفه؟

❊❊❊

ما أصعب الحصول على «ليسن» الشعوب!

 

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر