من المجالس

تغيرت الحاويات ولم تتغير الحال

عادل محمد الراشد

وعى سكان الضواحي الخارجية لمدينة أبوظبي في صبيحة أحد الأيام الفائتة ليروا حاويات جديدة للنفايات منصوبة أمام أبواب منازلهم، حاويتان من البلاستيك المقوى إحداهما باللون الأسود للفضلات، والثانية خضراء للمواد القابلة للتدوير. الخطوة بلا شك جيدة بيئياً واقتصادياً إذا أحسن التنفيذ بدلاً من واقع الحاويات الكبيرة المكشوفة، التي يختلط فيها كل شيء بكل شيء، وتقدم في الغالب صورة سيئة ومشوهة للنظافة العامة، تتشارك فيها القطط المشردة مع الباحثين عن أوراق الكرتون في نبش وبعثرة ما تحتويه، ليكون المكان كله «ساحة زبالة» أعزكم ألله. ولكن.. وبعد «لكن» قليل من الملاحظات، لكنها ملاحظات جوهرية بسبب إهمالها استمر المشهد على ما عليه، ولم يتغير حتى الآن من الأمر شيء سوى الشكل، فقد تم وضع الحاويات ولم تكن في حالة جيدة، على الرغم من أنها جديدة، حيث غطتها الأتربة والغبار، فكانت أولى العلامات غير المبشرة، والثانية أن الإشارة التي تبين الفرق بين الحاويتين كتبت باللغة الإنجليزية، وربما صعب على بعض الناس التمييز بين الحاويتين والهدف منهما، أما الملاحظة الثالثة وهي الأهم، فإن إجراء نوعياً مثل هذا كان بحاجة إلى حملة توعية تسبقه أو ترافقه تبين للناس الغرض منه، وتشرح أهميته لصحتهم ومظهر بيوتهم وأحيائهم، وتحثهم على التعاون بشكل إيجابي. ولكن الإجراء خلا من ذلك، حيث لا مطبوعات تم توزيعها ولا ملصقات تم وضعها على الحاويات ولا مقابلات مع السكان، لم يعرف أكثر الناس ما المطلوب منهم بالضبط، لكن بعضهم اجتهد بما عنده من خبرة، بينما ترك الأغلبية حرية التصرف للخادمات اللاتي تعودن روتيناً سابقاً ولم يفهم أكثرهن ما الجديد في الموضوع سوى الشكل. التثقيف يختصر الكثير من المسافات ويوفر الكثير من الأموال والجهود، لكننا لانزال أحياناً نعتبره «ما له داعي»!

adel.m.alrashed@gmail.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر