أبواب

عنصرية غينغريتش

علي العامري

ما من مرشح لرئاسة الإمبراطورية الأميركية التي لاتزال تنصب نفسها شرطياً على كوكب الأرض، إلا ويبدأ خطوته الأولى بالكشف عن عقلية عنصرية تجاه العرب، وفي الوقت نفسه يتزلف ويتقرب ويغني للاحتلال الإسرائيلي، متجاهلاً وجود العرب وحقوقهم.

تاريخ المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة لم يخل من ذلك، وإذا كان بعض العرب، ومن يطلقون على أنفسهم «خبراء» و«محللين سياسيين» استبشروا «خيراً» بدخول باراك اوباما البيت الأبيض، ناثراً في خطبه الرنانة «مسكنات» ومطلقاً وعوداً في الفراغ، فإنهم، أي الخبراء والمحللين، سرعان ما بدأوا يتأتأون، ويتراجعون خطوة وراء خطوة، حين رأوا أن اوباما لم يكن سوى رجل دخل بيت الاحتلال الاسرائيلي، قبل ان تفتح أمامه أبواب البيت الأبيض ليدخله رئيساً للإمبراطورية.

وعلى الرغم من تزلف «المرشح» عن الحزب الديمقراطي، آنذاك، أوباما قبل أن يغدو رئيساً، للاحتلال الاسرائيلي، وزيارته الشهيرة للكيان، وطوافه بين جنرالاته وساسته، واختتامه تلك الزيارة بـ«تقديس» الاحتلال عبر زيارة حائط البراق، الذي يسميه الاحتلال «حائط المبكى» ليصلي هناك، ويكتب كلمة بخط يده يضعها بين حجارة الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وفق الطقوس اليهودية؛ إلا أن المحتلين لم يحترموا «خصوصيته»، إذ سرعان ما كشفوا رسالته لتنشرها صحيفة إسرائيلية، ليظل باراك اوباما «يبارك» الاحتلال بدعمه ومؤازرته وإعلانه مراراً أنه لن يتخلى عن الدفاع عن إسرائيل، كأن العرب هم المحتلون، وكأن اسرائيل «حمامة سلام وديعة» في محيط «إرهابي».

هذا الكلام يجيء بعدما أطلق المرشح الجمهوري الجديد للرئاسة الأميركية، نيوت غينغريتش، تصريحاته العنصرية الأخيرة تجاه الشعب الفلسطيني، ارضاء للاحتلال الاسرائيلي، وتقرباً وتزلفاً للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، واتباعاً لأثر اسلافه ومن سبقوه من المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة.

غينغريتش، بعنجهية العنصري، وصف الشعب الفلسطيني بأنه «شعب تم اختراعه» وهو «إرهابي». ولا أعرف كيف لرجل درس التاريخ أن يقول ذلك. لكن إذا عرفنا ان «مفتاح» البيت الأبيض في يد اللوبي الصهيوني والاحتلال، فإننا لن نستغرب صلف هذا الذي يدعي أنه درس التاريخ ان يتجنى على شعب صاحب حضارة موغلة في القدم، هو الشعب الفلسطيني صاحب الحق في وطنه الذي تم تهجيره منه عبر مجازر ارتكبها الاحتلال.

وإذا كان دارس التاريخ جاهلاً بالتاريخ، فهذا أمر آخر، لكنه بالتأكيد يعرف من هو الشعب الفلسطيني، وماذا قدم للبشرية، عبر آلاف السنين، وماذا تعني الحضارة الكنعانية في مسيرة الإنسان على هذا الكوكب، ويعرف ايضاً أن فلسطين للشعب الفلسطيني، وفيها أريحا أقدم مدينة في التاريخ، وهو الشعب الذي ركب البر والبحر، وواجه موجات من الغزو، لكنه ظل صامداً وانهزم كل محتل، فالتاريخ الذي درسه غينغريتش، يؤكد أن الزوال مصير كل احتلال.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر