أبواب

إيارا لي في دبي

المخرجة البرازيلية من أصل كوري تعرض فيلمها في غاليري «ترافيك» بدبي، للمرة الأولى مساء غد، إذ عبرت المخرجة عن رغبتها الشديدة في عرض فيلمها الوثائقي «ثقافات المقاومة» في دبي، وهو من إنتاج العام الماضي، وكان فيلم الافتتاح في مهرجان رام الله السينمائي في شهر أكتوبر الماضي. إيارا المناصرة للقضايا العادلة، ومنها القضية الفلسطينية، اختارت دبي لعرض فيلمها، في المدينة التي أصبحت محط أنظار كثير من المبدعين في مختلف المجالات، سواء الشعر والسينما والرواية والفن التشكيلي. وأصبحت دبي «نجمة» بين المدن، وهذا رصيد كبير للإمارات، إذ إن دبي بلغ صيتها كل مكان، وأصبحت زيارتها حلما لكثيرين، فهي شاهدة على التقدم في كل المجالات الحياتية، ولم تتوقف عند النواحي المعمارية، بل قدمت صياغة جديدة لمدينة عربية تتآلف فيها الثقافات المتعددة وتتآخى. وكان الشاعر سميح القاسم عندما زارها قبل سنوات، قال إن على العرب أن يتباهوا بمدينة دبي، لأنها نموذج حضاري. وتأتي رغبة المخرجة البرازيلية الكورية إيارا لي في عرض فيلمها بدبي تأكيدا جديدا وشهادة جديدة من مخرجة وناشطة بحجم إيارا، التي أطلقت مؤسسة تعنى بالعدالة، وتسعى إلى إثارة انتباه العالم إلى قضايا كبرى على هذا الكوكب، إذ إنها تسهم فعليا في تعزيز الوعي بالتغيير الى الأفضل، والإيمان بقدرة الإنسان على الفعل الايجابي في الحياة، وترسيخ التفاهم والتعاون والعدالة بين البشر، والقضاء على الاحتلال بأشكاله المتعددة، والظلم والبطش والتسلط.

إيارا شاركت في أسطول الحرية لفك الحصار الإسرائيلي على غزة، وهي معنية بتسليط الضوء على بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولا تتوقف عن تعزيز الأصوات المناهضة للاحتلال، والمنادية بحقوق الشعب الفلسطيني. وكانت المخرجة والناشطة أكدت في حوار لـ«الإمارات اليوم» دور السينما في التغيير، ودورها في تعزيز الوعي بين البشر ورفع الظلم عنهم في أي بقعة من الأرض، كما قالت ان الأفلام الوثائقية تمثل أصواتا مدوية لمن لا صوت لهم، وهي تروي قصصا مسكوتا عنها. وفي الوقت الذي تضخ فيه سينما «هوليوود» الكثير من الأفلام التي تكرس معظمها العنف باعتباره «جوهرا»، وتروج لصورة البطل الأوحد الذي يفعل المعجزات، كما تعزز ثقافة الاستهلاك، بوصفها وصفة أو معيارا لآدمية البشر، تتجه سينما مغايرة أو بديلة لرواية حكايات أخرى، عن عوالم وحياة وبؤس واضطهاد، لكنها مسكوت عنها ومعتم عليها.

إيارا لي وفية لمبادئها، ووفية لصناعة سينما مغايرة، تفتح الباب أمام مشاهد مختلفة، لكنها في قلب الحياة، ولأنها تناصر القضية الفلسطينية وتناهض الاحتلال، منعتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من دخول فلسطين لحضور عرض فيلمها في مدينة رام الله، إذ إن لدى الاحتلال «قائمة سوداء» أيضا يضيف إليها من يقول «لا» للاحتلال، و«نعم» لحقوق شعوب الأرض في الحرية والكرامة والعدالة.

ولكن إيارا تزداد صلابة في الدفاع عن مبادئها، وتؤكد أن كل احتلال إلى زوال، وأن الشعوب هي الأبقى في أوطانها، وكانت قد قالت إن فيلم «ثقافات المقاومة» يسعى ليكون مصدر إلهام للناس العاديين «بعيداً عن الوعظ؛ إذ شعرت بأنه من الأهمية بمكان تجنب المزيد من النشطاء المعروفين والنجوم في صناعة السلام، أردت أن أصنع فيلما مع أناس من مختلف مناحي الحياة، ومع الفنانين الذين يعملون بنشاط من أجل تعزيز السلام والعدالة في أوطانهم، وأن أصل في نهاية المطاف إلى نقطة التقاء، وهي كيف توحدنا المعاناة، وتجعلنا نشعر كأننا شعب واحد في عالم واحد».

إنها إيارا لي.. التي وصفت نفسها بأنها «برازيلية كورية قلبها فلسطيني».

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر