من المجالس

ماذا تريد السوق؟

عادل محمد الراشد

ماذا تريد السوق من الجامعات أن تدرّس ومن الخريجين أن يدرسوا؟ سؤال طرحته الأخت نورة البدور، مديرة إدارة التدريب بهيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية (تنمية)، وهي تستعرض التخصصات والمواد التي درسها الشباب والبنات الواقفون في «طابور» انتظار التعيين، فأغلب المتقدمين للحصول على الوظائف من خريجي إدارة الأعمال، والمساقات التي درسوها في الأعمال، التسويق، المالية، التمويل والبنوك، المحاسبة، وإدارة الموارد البشرية. وتحت كل بند من هذه البنود يأتي العديد من المواد المتخصصة والمساقات العلمية، وأغلب هؤلاء على مستوى معقول في إجادة اللغة الإنجليزية، فأين الخلل في قدرة هؤلاء الشباب على أن يكونوا موظفين فاعلين إذا تم احتضانهم وتأهيلهم وتحفيزهم ليملأوا أماكنهم على السلم الوظيفي؟

مضت سنوات ونحن نسمع عن مخرجات التعليم ومواءمتها لمتطلبات سوق العمل، وقد بذلت الدولة الكثير في إنشاء الجامعات والمعاهد والكليات، وقد كنا نسمع الشهادات تقال حول كفاءة خريجي كليات التقنية العليا ومن بعدها جامعة زايد والتطوير الذي لحق بجامعة الإمارات، بالإضافة إلى العديد من الجامعات الأخرى، مثل جامعة الشارقة والجامعة الأميركية بالشارقة. وقد كان لهذه المؤسسات التعليمية العليا دورها الواضح في تقديم الكفاءات الوطنية التي شقت طريقها في قطاع الأعمال الحكومي وشبه الحكومي. ويبدو أننا سنظل نستمع لمطالب السوق التي لا تنتهي ومبررات المعطلين التي لا تعدم حيلة في تعقيد المشكلة بدلاً من الإسهام في حلها. ولكن هذه المطالب وتلك المبررات أصبحت مكشوفة الآن، بعد أن أصبح واضحاً للجميع عزم القيادة على تذليل العقبات، وفتح المزيد من الفرص أمام أبناء وبنات الدولة ليجنوا ثمار تعليمهم ويسهموا في تنمية بلادهم.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر