من المجالس

رمي الأذى بدلاً من إماطته

عادل محمد الراشد

أثناء خروجه من المسجد تعثر رجل مسنّ بنعل كانت ضمن عشرات «النعول» التي تركها أصحابها بشكل عشوائي أمام باب المسجد، ودخلوا ليؤدوا فريضة من أهم مقاصدها النهي عن المنكر. وكاد الشيبة يتدحرج على الأرض لولا أن تلقفته يد شاب كان بجواره. وفي مشهد آخر شعر أحد المصلين بوخزة دبوس لصندل أفغاني معتبر اخترق قاع قدمه أثناء محاولته عبور حاجز الأحذية و«النعول» الذي كاد يسد الطريق إلى مدخل المسجد، فسالت قطرات من الدم حرمته من اللحاق بصلاة الجماعة.

يحدث هذا وغيره أكثر من حوادث قد لا تبدو لأصحاب النفَس القصير ذات بال، بسبب كسل أو لا مبالاة، بينما لا يكاد يخلو أي مسجد من وجود خزائن خاصة لوضع الأحذية، هذه الخزائن تبدو، في الغالب، كأنها لزوم استكمال الديكور، لا تمثل للأغلبية الساحقة من المصلين، وكثير منهم متعلمون وحملة شهادات عليا ومن جامعات غربية، أي معنى، فتمتلئ كل المساحات المؤدية إلى مداخل المساجد في أوقات الصلاة بأكداس من الأحذية والنعل مظهرها قبيح والطريق خلالها غير مريح، بل ربما يرى بعضهم في استعمال بعض المصلين الخزائن المخصصة نوعاً من التكلف واصطناع التحضر!

في اليابان التي لا مساجد فيها يزورونها في اليوم خمس مرات، يتعلم الطفل خلع حذائه عند باب المدرسة، ووضعه في الخزانة المخصصة لذلك، والدخول بنعل خاص بالمدرسة احتراماً للعلم، ونحن نتعلم منذ صغرنا خلع الحذاء قبل دخول المسجد، لكننا لا نتعلم أين نضعه، لأننا لم نعد نتعلم ولا نعلّم صغارنا معنى أن يكون كل شيء في مكانه الصحيح.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر