من المجالس

عادل محمد الراشد

الطريق إلى قلوب الشعوب الإسلامية يمر من فلسطين، ومن جادة القدس خاصة، هذا إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية جادة في تغيير الصورة السلبية المختمرة في قلوب ونفوس أكثر من مليار إنسان مسلم. إقناع الصياد في إحدى جزر إندونيسيا، والفلاح في أحد نجوع مصر، والطالب الجامعي في إحدى مدن وحواضر الشرق الإسلامي الذي ولدت في جنباته الحضارات العريقة، بأن عليهم أن يحبوا أميركا، ويثقوا بنواياها، ويقتنعوا بصداقتها، لا يمر عبر خطاب عاطفي للرئيس، ولا تسويق ديمقراطي، ولم يتحقق بدعم مرتبك لثورات الربيع العربي. فكل هذه، وغيرها أكثر، لن تجدي في جعل الرأي العام في الدول الإسلامية يثق بصدقية وعدالة السياسة الأميركية، ما دامت المواقف الأميركية تزداد ضغطاً على الجرح الفلسطيني، والسياسة الأميركية تواصل انحيازها إلى العدوان الصهيوني في فلسطين وتبنيها لمواقف «إسرائيل».

تفاءل الكثيرون بفوز الرئيس باراك أوباما برئاسة أميركا، لكن هذا التفاؤل أحبط أصدقاء أميركا في المنطقة قبل خصومها، وأضعف حجتهم ومساعيهم لتغيير الصورة اللاصقة في الوعي العربي والإسلامي عندما ثبت أن التغيير المطروح لم يتجاوز لغة الخطاب، وأن دعاة التغيير في أميركا لايزالون أضعف بكثير من عتاة المحافظين ومنظمات العقيدة الصهيونية الممسكة بمفاصل القرار الأميركي، لهذا عادت أميركا أوباما لتشهر سيف «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي في وجه الدولة الفلسطينية، ومن ورائها العرب والمسلمون أجمعون، وتنضم إليها كل دول المعسكر الغربي، وكأنها تنبش الذاكرة العربية لتخرج منها وعد بلفور، وقرار تقسيم فلسطين، ودعم إسرائيل في كل حروبها التي شنتها على العرب والمسلمين.

فلسطين هي كلمة السر القادرة على فتح أو غلق قلوب ونفوس المسلمين، والموقف الأميركي والأوروبي في مجلس الأمن يؤكد أن التقارب لايزال بعيداً، وإن حملته أجنحة مقاتلات «الناتو».

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر