من المجالس

تواضع الصدارة

عادل محمد الراشد

كانت فكرة إصدار صحيفة يومية جديدة في دولة الإمارات محفوفة بالكثير من المخاطر، نظراً إلى وجود ست صحف عربية، منها ثلاث صحف كبيرة ذات رصيد كبير وخبرة تراكمية وسَبْقٍ في الصدور والتنافس على اهتمامات القراء، إضافة إلى عدد من الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية، التي تستأثر بالنصيب الأكبر من سوق الإعلانات في الدولة، فكان السؤال: ما الجديد الذي يمكن أن تضيفه أي جريدة أخرى زيادة على الموجود؟ وهل سيكون لها نصيب في سوق التوزيع والإعلان يضمن لها الاستمرار؟

هذا التحدي خاضته جريدة « الإمارات اليوم »، بالفكرة أولاً من حيث الشكل والمضمون، ثم بالعمل على تعويض النقص الذي تعانيه صحافتنا اليومية، فكان التميز منذ البداية في الحجم وإخراج المادة الصحافية، وكان التركيز على الشأن المحلي، لا من باب البيانات الصحافية الترويجية التي تبثها المؤسسات الحكومية، بل بفتح العديد من الملفات الاجتماعية، وطرح القضايا ذات العلاقة المباشرة بمصالح الناس، وعرض المنجزات الوطنية من جانبها الملتصق باهتمام الإنسان في هذا الوطن الذي أصبح عنواناً للإنجاز البشري في منطقتنا وما حولها.

عرفت « الإمارات اليوم » مكامن النقص، وتحرّت حاجة القراء، فكان لها أن تكون أشد التصاقاً بهم، وأكثر تعبيراً عن همومهم، والأسرع في توصيل أصواتهم، ولم تدر عدساتها ولا كلماتها عن المنجزين والمتميزين والجهود المخلصة لرفعة شأن الوطن والمواطن، فاستحقت بذلك احتلال مواقع متقدمة على الساحة الإعلامية في الدولة، وعلى المستويين الخليجي والعربي.

والآن تدخل « الإمارات اليوم » عامها السابع وهي محمّلة بأعباء أمانة القلم وما يسطرون، وأثقال الثقة التي منحها إياها قراؤها، والمكانة التي وضعتها في الصدارة، وهي أكثر إصراراً على تأكيد أنه لايزال في دفاتر هذا الوطن وعلى سطوره الكثير مما يقال عن الأمل وما ترمقه العيون للمستقبل.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر