كل يوم

«لاعبون برواتب رؤساء دول»!!

سامي الريامي

لم نطالب، أبداً، بحبس لاعبي منتخب الإمارات، أو جلدهم، ولا يوجد عاقل أبداً يطالب بذلك، لكن المحاسبة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب بأشكاله المعروفة في عالم الاحتراف، أصبح اعتباراً من الأسبوع الماضي ضرورة قصوى، خصوصاً بعد أن انقلب حال منتخب الإمارات، وتاريخها الكروي رأساً على «كعب»!

بوضعنا الحالي، وبواقعنا الرياضي، وبهذا الأداء الباهت، وانعدام الروح، لا يمكن أبداً أن تقوم لنا قائمة، وللأسف الشديد فإن معظم اللاعبين لا يشعرون بالمسؤولية وبالمهمة الوطنية التي يخوضونها بمجرد ارتداء قميص المنتخب الوطني لدولة الإمارات، وهذا ما كان واضحاً في المباراتين السابقتين وبغض النظر عن الأسباب الأخرى أو أخطاء «كاتانيتش»، فالمدرب لا يعرف ولن يعرف أبداً معنى «عيشي بلادي» ومعنى «أقسمنا أن نعمل نخلص»، وبالتالي تفعيل العقاب ربما يعيد توازن الإفراط في الثواب.

العقوبة يجب أن تطال كل مقصر، وكل مهمل، وكل من لعب باستهزاء وبروح ميتة، وهي في عالم الاحتراف ليست بدعة أبداً، ومثلما طبقنا مبدأ الصرف الطائل على اللاعبين بحجة الاحتراف، لا مانع اليوم من تفعيل العقوبات وفقاً للحجة نفسها، ولاعبونا ليسوا أفضل أبداً من لاعبي المنتخب السعودي الذين عوقبوا بخفض رواتبهم 50٪ على التقصير والإهمال.

لن نطالب بجلدهم، ولكن نطالب بخفض رواتبهم، وتقييم كل منهم بحجمه الصحيح دون مبالغة أو تضخيم، ونطالب بإقصاء من يستحق الإقصاء، وبتجميد من يستحق التجميد، ونطالب بالكف عن تدليلهم في أنديتهم، ووضع سقف أعلى لرواتبهم، فما يقدمونه لا يستحق إطلاقاً ما يأخذونه!

لسنا حاسدين، وكلنا هللنا وصفقنا لهم عندما اتسم أداؤهم بالندية والرجولة، حتى إن لم يحققوا الفوز، فالكرة فوز وخسارة، جميعنا يفهم ذلك، ولم يطالب أحد من المسؤولين أو الجماهير أياً من اللاعبين بأن يفوزوا دائماً وفي كل مباراة، لكن هناك فرق بين اللعب بشرف وقوة، وبين الإهمال والتقصير والتراخي وانعدام المسؤولية.

بالغنا في تدليل اللاعبين والصرف عليهم ببذخ، هذه حقيقة يعلمها الجميع، وقبل أن تبث قناة فضائية عربية تقريراً يقول إن رواتب لاعبي الكرة في الإمارات تصل إلى 250 ألف درهم شهرياً، وهو ما يعادل 50 ألف دينار أردني، في حين أن معظم نجوم الكرة الأردنية يتقاضون من أنديتهم 500 دينار أي ما يعادل 2600 درهم، وهو أقل من أجر سائق سيارة في دول الخليج!

وبحسب التقرير فإن نجم نجوم الكرة الأردنية حسن عبدالفتاح يتقاضى شهرياً 700 دينار من المنتخب، وكانت سيارته هوندا موديل ،1995 قبل أن يشتري بعد الفرج سيارة بي إم دبليو موديل ،1995 وفي المقابل يصل راتب نجم منتخب الإمارات أحمد خليل إلى أكثر من 400 ألف درهم، أي ما يعادل 110 آلاف دولار، ويركب سيارة «بنتلي»!

وخلص التقرير إلى جملة لاذعة تقول «النتيجة أن نجوم (النشامى) برواتب خدم يتصدرون مجموعتهم بنقاط كاملة، ونجوم منتخب برواتب رؤساء دول يعجزون عن حصد ولو نقطة»!

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر