رؤية

التعليم والتنمية في الإمارات

نجيب الشامسي

يشكّل التعليم في أي دولة من دول العالم، أحد أهم عناصر التنمية والتطور والازدهار، وهو أساس الوعي، وإدراك حقيقة التطورات والمتغيرات المستجدة في المجتمع وفي العالم، كما يشكّل الاستثمار في العنصر البشري والتعليم أهم دعامات التنمية في الإمارات.

من هنا، فإن بناء حاضر الدولة ومستقبلها، وتحقيق نهضتها وازدهارها، مرهونان بمدى اهتمامها بالتعليم، مع ضرورة التحول من منطقة منتجة للنفط فقط، باعتباره سلعة ناضبة، إلى منطقة منتجة للتنمية، والتنمية المستدامة، من خلال دعامات أساسية، أهمها التعليم، لكونه وسيلة لتوليد المعرفة، وأساساً في نهضة المجتمع، ومفصلاً مهماً في وجود اقتصاد معرفي، وتنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني.

وإذا كانت الإمارات تطمح إلى تحقيق تنميتها، باعتبارها مطلباً أساسياً للنهوض بالمجتمع، وتطور الإنسان، فإن من مفاصل التنمية هذه الاهتمام بالتدريب والتأهيل، وكذلك التعليم النوعي باعتباره الضامن الحقيقي للتنمية واستقرار المجتمع، وتحقيق التنمية الاقتصادية. كما أن التعليم النوعي يعيد التوازن إلى سوق العمل، إذ يصبح المواطنون أكثر قدرة على المساهمة والإنتاجية في سوق العمل، وأكثر استيعاباً لمتطلبات العمل مهما كانت نوعيته، فضلاً عن توليد قدرة لدى شريحة المواطنين على المنافسة في سوق العمل، بعد أن شهدت هذه السوق تهميشاً للطاقات المواطنة!

إن هناك دولاً عدة في العالم، وفي مقدمتها اليابان، لا تملك ثروات طبيعية ومادية كبيرة، فاعتمدت على التعليم النوعي الذي أهّلها لتكون قادرة على صناعة اقتصاد معرفي عزز من حضورها، وتمكين أبنائها من اقتصادها، وزيادة الإنتاجية، ورفع الكفاءة والقدرات الذاتية لديها.

إن التركيز على المؤشرات الكمية، مثل عدد المدارس والجامعات، وأعداد الطلبة والخريجين من الجامعات والكليات، مؤشرات إلى التنمية التعليمية، ليس كافياً، إذ يجب التركيز على المعايير النوعية مثل المناهج، ومستوى التعليم الفني، والانفتاح على العالم، من خلال سياسة نوعية للبعثات، يستطيع أبناء الإمارات أن يحصدوا من خلالها علماً نوعياً، والاطلاع على علوم ومعارف جديدة، والحصول على جرعات نوعية من العلوم والتقنية، خصوصاً ما يحتاج إليه المجتمع وسوق العمل، ليتسنى للدولة تمكين أبنائها من إدارة شؤونها، خصوصاً الاقتصادية، ومؤسساتها لا سيما العلمية، وتمكين الأبناء من المساهمة الفاعلة والحقيقية في التنمية وصناعة مستقبل بلادهم.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر