من المجالس

التلفزيون.. أمس واليوم

عادل محمد الراشد

قبل أن تعرف قنوات التلفزة العربية البث الفضائي كان لديها دورات برامجية واضحة ومحددة، ومقسمة حسب شرائح المشاهدين والأوقات المناسبة لكل شريحة. كانت البساطة عنوان العلاقة بين التلفزيون والمتلقي، وكانت القنوات المحلية في كل قطر تكاد تحتكر المشاهد وتتنافس عليه في ما بينها إن كان في البلد الواحد أكثر من قناة. وعلى الرغم من قلة الاختيارات لدى المشاهدين فإن برمجة أوقاتهم مع جهاز التلفزيون كانت أسهل وأوضح، ربما لوجود قدر أكبر من الوضوح لدى واضعي سياسات المحطات التلفزيونية ومخططي برامجها في ذلك الوقت على الرغم من بساطة الأدوات وبدائية العرض.

كانت هناك فترات للأطفال لا تجور عليها برامج الكبار، وفترات للبرامج الوثائقية أو الثقافية كما كانت تدعى، وفترات للرياضة، وفترات لبرامج الأسرة، وأوقات لمسلسل يتحلق الجميع حول شاشة التلفزيون لمتابعة أحداثه التي لم تكن وصلتها عدوى المسلسلات المكسيكية ومغامرات التركية، ثم أفلام السهرة التي كان أغلبها يتم اختياره بعناية تحفظ للشاشة الفضية معايير دخولها إلى غرف النوم.

للصغار، كانت تعرض الرسوم المستوحاة من قصص التراث العالمي وروائع الروايات الإنسانية، ثم دخلت أعمال مؤسسة الإنتاج البرامجي لدول الخليج العربية على الخط عبر برنامج « افتح يا سمسم » بشخصياته ذات الطابع العربي الخليجي، والعديد من حلقات الرسوم المعربة التي لاتزال تترك آثارها الجميلة في ذاكرة من كانوا صغاراً آنذاك وأصبحوا اليوم آباء وأمهات يتملكهم القلق على أطفالهم من هول ما يتعرضون له من مؤثرات حسية وفكرية تكاد تكون خارج السيطرة.

لا يمكن طبعاً المطالبة بالعودة إلى الوراء ولو من باب التمني، ولكن يمكن المطالبة بتوظيف جزء من تلك الأموال والإمكانات الهائلة التي تصرفها القنوات العربية، والخليجية خصوصاً، على شراء واستنساخ البرامج والأفلام والمسلسلات وبرامج المسابقات الإعلانية لإنتاج برامج محلية المنشأ وابتكار شخصيات تلفزيونية وكارتونية تستطيع أن تسجل حضوراً في عقل الطفل العربي.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر