رؤية

أهمية العلاقات الاقتصادية مع دول «آسيان»

نجيب الشامسي

تعتبر مجموعة «آسيان» التي تضم 10 دول، هي إندونيسيا، فيتنام، الفلبين، سنغافورا، تايلاند، لاوس، كمبوديا، ماليزيا، بروناي، ومينمار، في حقيقتها دولاً واعدة بالفرص الاستثمارية الكبيرة، وبعض منها كانت ولاتزال تمثل نموراً صفراء، لما تمتلكه من قدرة في اختزال الزمن والجهد، لتتمكن، خلال فترة قصيرة من الزمن، من أن تجاوز كل تحدياتها، وعقبات التنمية فيها، لتصبح نموراً اقتصادية قوية وحاضرة بقوة في الخريطة الاقتصادية العالمية.

وإذا ما عززت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي علاقاتها مع المجموعة، فإن المنفعة المتبادلة، ثم تكافؤ الفرص، سيوصلاننا إلى تحقيق استقرارنا وأمننا الاقتصادي والغذائي، فـ«آسيان» تملك ثروات مائية هائلة، وعطاءات السماء لا تنقطع عنها، وتملك من الاقتصاد المعرفي الكثير والنوعي، كما تملك تنوعاً اقتصادياً متميزاً وحقيقياً، سواء في الزراعة، أو الصناعة، أو السياحة، بما فيها السياحة العلاجية، ثم التقنية العالية التي تنسجم وقيمنا وعاداتنا الشرقية والإسلامية.

ومن ناحيتنا، فإنه يمكن أن نقدم لتلك الدول الطاقة، بما فيها الطاقة المتجددة، ثم رؤوس أموال واستثمارات، بما فيها الاستثمار في القطاع الزراعي، ومن هنا نستطيع من خلال تعزيز جسور التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، أن نحقق ما نصبو إليه من أهداف، فضلاً عن الأهداف التي تسعى إليها تلك المجموعة، لاسيما في إطار توفير فرص عمل لشرائح كبيرة من مواطنيها، يمكن وجودها من خلال الأراضي الزراعية التي سنستصلحها لتحقيق أمننا الغذائي، ثم من خلال المصانع التي نشيدها برؤوس أموالنا لتصنيع الفائض من الإنتاج الزراعي، ليكون لنا مخزون استراتيجي يقينا غدر الزمن، وتلاعب الدول المصدرة إلينا بالأسعار، أو تحكّمها في ما تصدّره إلى دولنا.

ويمكن من خلال رؤية مشتركة، أو خطة معتمدة بآليات محددة وبرامج مفصلة يشارك فيها القطاع الحكومي، والقطاع الخاص في شراكة مؤمنة أن نحقق الهدف المنشود، فعقد مؤتمرات مشتركة تضم مسؤولين، وأهل الخبرة، ورجال الأعمال من الطرفين، سبيل لتمهيد العلاقة وتوطيدها، ثم الزيارات المتبادلة التي يقوم بها قطاع رجال الأعمال، والدخول في مفاوضات تجارية متكافئة، من شأنها تعزيز الهدف وترجمة بنود الخطة، خصوصاً إذا ما تمخضت عنها لجنة مشتركة، ثم تنظيم المعارض المشتركة، وورش الأعمال المصاحبة، ما يحقق الهدف ويعزز مسيرة العمل المشترك.

من ناحية أخرى، فإن تنظيم عدد من الورش حول الابتكار العلمي والتجديد بشكل دوري في عدد من دول «آسيان» يشارك فيها بالحضور، أساتذة الجامعات الخليجية، ونخب من طلبة الدراسات العليا، وعدد من المسؤولين عن تنمية الموارد البشرية، سبيلنا إلى اقتناص الخبرة، والاستفادة من التجربة، وبالتالي ترجمة مشروعات التنمية المنشودة في منطقتنا.

alshamsi.n@hotmaiul.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر