Emarat Alyoum

خطبة الجمعة

التاريخ:: 03 أبريل 2011
المصدر:
خطبة الجمعة

بعد أن قُضيت صلاة الجمعة، سألني أحد الشباب عن موضوع الخطبة، مبديا عدم قدرته على الربط بين عبارتها وفهم رسالتها، فقلت ليس المسؤول بأعلم من السائل، ولكني لمست ربطا بين الإيمان باليوم الآخر وبين عمل الإنسان في حياته. ولكن هل كان في ذلك كفاية؟ أحسب أنه لم يكن كافيا أن يفهم الناس فحوى الرسالة، وأن يتوقفوا عند مختصر المعنى، من دون التزود من العلم بما ورد في التفاصيل، وإن كانت الخطبة في عجالة. فما الحال إذا استعصى على عدد من المصلين، قل أو كثر، فهم المحتوى قبل التفاصيل؟ ويزداد السؤال إلحاحا إذا تبين، في ظل انشغال الناس بسرعة إيقاع حياتهم، عن الدروس والأخذ بأسباب التثقيف الذاتي، إن خطبة الجمعة تكاد تكون المصدر شبه الوحيد لأكثر الناس للتفقه في الدين. وأحسب أن المشكلة ليست في توحيد موضوع خطبة الجمعة، بل ربما كان لتوحيده إيجابياته في توصيل الرسالة وتوسيع دائرة معانيها، نظرا إلى أهمية يوم الجمعة وصلاته في حياة المسلمين. وأحسب كذلك أن المشكلة ليست في تقديمها مكتوبة، ولكن هناك مشكلة في عملية إخراج الخطبة لتكون ممسكة بكل أسباب فن الخطابة، سواء في النص المكتوب، الذي يحاكي أحيانا الأسلوب المدرسي، خصوصا عندما يتحدث عن مناسبات اجتماعية أو دينية أو وطنية، أو في اختيار الخطيب الذي تقع على عاتقه مسؤولية تحويل النص المكتوب إلى خطاب يلامس شغاف القلوب، ويناقش العقول، ويستنهض الوعي، وبطريقة تصل إلى عقل وفهم اليافع غير المكلف والكبير الراشد، وتؤثر في الإنسان البسيط محدود التعليم، وتجذب اهتمام وتفاعل المتعلم الفقيه.أ في مساعيها إلى الربط بين مقاصد خطبة الجمعة والجمهور، طالبت هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية المصلين بتقديم أفكارهم واقتراحاتهم لعناوين موضوعات الخطبة، فنعم المبادرة، ولكن العنوان وحده لن يخدم الموضوع ويحقق المقاصد، إذا لم تحدث نقلة نوعية في الموضوع وفن تقديم الفكرة.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .