من المجالس

طلاب مشاغبون

عادل محمد الراشد

لا شك في أن ضبط سلوك الطلاب المشاغبين من صلاحيات المؤسسة التعليمية، بل هي واجب لضمان سير العملية التعليمية وفق الأهداف المرسومة. ولا شك في أن التلويح بإسلوب العقاب وسيلة لابد منها في حقل التعليم، كما في كل جوانب الحياة الأخرى على مبدأ التوازن بين العقاب والثواب. ونحن نعلم أن الإدارات المدرسية لا تدخر جهداً في محاولة إصلاح المعوج من الطلاب وضبط غير المنضبطين سلوكياً بالنصح والإرشاد واستدعاء ولي الأمر إذا لزم الأمر، ولكن نحسب أن أكثر هذه المحاولات قد تثمر مؤقتاً ثم لا يلبث المشاغب يعود إلى شغبه فيلهي الطلاب ويشغل المدرس وربما يفقده تركيزه. وقد يتعدى الضرر هذا الحد إلى تجاوزات أخلاقية لا تحتملها جدران المدرسة ولا يمكن أن تقبلها لا تربية ولا تعليم.

لائحة السلوك الطلابي الجديدة التي أقرتها وزارة التربية والتعليم توعدت الطلاب غير المنضبطين سلوكياً بعقوبات رادعة تصل إلى حد الفصل من المدرسة لمدة عام. وبمنطق أن في القصاص حياة وأن التخلص من تفاحة فاسدة يمنع إفساد بقية التفاح، فإن العقوبات الرادعة وإبعاد المشاغبين عن بيئة المدرسة قد يحقق كثيراً من تلك الأهداف، ولكنه قد لا يحل مشكلة عامة في المجتمع الأعم من المدرسة، الذي يمكن أن يتحول فيه المطرود من الصف المدرسي إلى غنيمة لأسباب الفشل الأكبر في الحياة، وربما يكون فريسة لهواجس الشر والانحراف. أعلم أن هذه آخر الحلول المطروحة، ولكن لكي لا نحتاج أبداً للجوء إليها يجدر بنا الالتفات إلى الأسباب التي وسعت ساحات السلوك غير المنضبط، وأول هذه الأسباب سلب المدرس هيبته تحت وطأة مزاعم أرادت أن تكرس شخصية الطالب فأفقدت المعلم شخصيته، فلا طالت هذا ولا ذاك. ألا يمكن التفكير في وسائل أخرى أنجع من بتر العضو المصاب بإصلاح هذا العضو عبر برامج تأهيل متخصصة؟

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر