أبواب

إبراهيم الكوني..والصمت الكوني

علي العامري

أسئلة مشروعة أوجهها إلى الروائي الليبي والعالمي إبراهيم الكوني: أين أنت الآن؟ ولماذا كل هذا الصمت الكوني الذي تتمترس فيه، في الوقت الذي يسيل دم الشعب الليبي في كل أرجاء ليبيا؟ لماذا لم تنبس ببنت شفة أيها الروائي العظيم بإبداعه؟ وماذا تنتظر لكي تخرج من صمتك وتقول كلمة أمام مشهد الدماء الليبية، المشهد الذي لم يتوقف منذ 20 يوماً، ولايزال يتواصل في كل يوم؟

أيها الكوني، وأنت المنادي دائماً بالحرية والديمقراطية والعدالة والإنسانية، أين صوتك؟ وكيف لأديب بحجمك أن يحجم عن قول كلمة حق أمام العالم كله، خصوصاً أن أي كلمة تنطقها سيكون لها فعل حقيقي في العالم، لأنها تجيء من روائي عالمي حازت رواياته اهتمام عدد كبير من القراء والنقاد والجوائز أيضاً.

أيها الكوني، يا صاحب «التبر» و«المجوس» و«نزيف الحجر»، إن الأرض الليبية تنزف دماء، ولايزال القتل جارياً، حتى أصبح مشهداً في الأرض وفي شاشات التلفزيون، وفي كل يوم هناك شعب كامل مرشح ليكون شهيداً، وفي كل يوم هناك شباب تقصفهم طائرات القذافي الحربية، كما تدكّ مدفعيته قرى ومدناً وصحراء أنت أحببتها في قلبك، كما في كتاباتك.

المشهد أحمر تماماً في ليبيا، دم في الشوارع وفي البيوت وفي الحارات وفي الصحراء الممتدة وفي الميادين وتحت الشجر، دم عربي يخضب أرض ليبيا التي أصبحنا نعرف مدنها وبلداتها وقراها، مثل البيضاء والزاوية وزليتن ومصراتة واجدابيا والزنتان ودرنة وبنينة وغريان ورأس لانوف وصبراتة ونالوت والبريقة ووادي الأحمر وبن جواد وسبها وسرت وطبرق وبنغازي والعاصمة طرابلس، لقد أصبحت كل الجغرافيا الليبية «بيتاً بيتاً، داراً داراً، زنقة زنقة»، مسرحا للذبح برصاص البنادق ومضادات الطيران والطائرات والمدافع والرشاشات، وفي كل لحظة دم يسيل، وفي كل ليل صرخة تعلو، وفي كل فجر ألم يكبر، وفي كل ساعة دم يتدفق في أرض ليبيا على يد «كتائب» ومرتزقة لا يعرفون سوى القتل.

أيها الكوني، يا ابن الطوارق، لماذا كل هذا السكوت؟

قل كلمتك، وأسمع «العقيد» صوتك.

قل كلمة لشعبك الذي يُذبح يومياً.

قل كلمة حق أمام العالم، عسى أن يتوقف ذبح الشعب الليبي الذي انطلقت ثورته الشعبية في 18 فبراير الماضي سلمية، سلمية، لكن «النظام» أبى إلا أن يجعل الدم خاتمة لحكم العقيد الذي امتد أربعة عقود.

قل كلمتك أيها الكوني، أيها المنادي بالحرية وحقوق الإنسان والعدالة، فالشعب الليبي يستحق الحرية، و«على الأرض الليبية ما يستحق الحياة».

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر