من المجالس

الصحة في مزاد السوق المفتوحة

عادل محمد الراشد

❊❊ أميركا التي اكتشفت التبغ وكانت وراء نشر عادة التدخين في العالم، تتجه الآن إلى توسيع سياسة التضييق على المدخنين بإيصال قرارات منع التدخين إلى الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة وداخل السيارات، وعندنا صارت محال «الدوخة والمدواخ»، تنبت كنبات الفطر السام في المدن والأحياء لتسجل براءة اختراع خاصة استطاعت أن تنافس اختراع الهنود الحمر وماركاته المسجلة، وتنازع اختراع الشيشة الذي تتنازعه دول عربية عدة، اختلفت على التسمية و«شرف» أصل المنشأ، واتفقت في حجم الدمار الشامل الذي جلبه اختراعها. وبدلاً من أن تضيق الأماكن على المدخنين اتسعت لتصل إلى المدارس وتستقطب شرائح من البنات. ومع التقدير لكل الجهود التي تبذل والدعوات التي توجه لإيقاف التدخين، فإن ازدياد عدد المدخنين وشموله شرائح وفئات لم تكن في دائرة الخطر، وزيادة عدد محال بيع التبغ، يعني أن كل هذه الجهود لم تحقق الهدف في ظل التمسك بسياسة السوق المفتوحة بلا ضوابط.

❊❊  أرقام المصابين بأمراض السمنة والأمراض المزمنة في زيادة، ودخول الأطفال في دائرة هذه الأمراض أصبح يؤرق الجهات الصحية بالدولة، ويشكل قلقاً بشأن مستقبل الأجيال المقبلة، وبات يمثل عبئاً على الميزانية العامة. وتبدو جهود مواجهة هذا الخطر متجهة في جهات عدة أهمها النظام الغذائي السيئ، ولكن هذه الجهود تبدو غير معنية بمصادر هذا النظام الغذائي السيئ، أو أنها غير قادرة عليه، والمتمثل في «الكافيتريات» ومطاعم الوجبات السريعة. فهل ذلك بسبب سياسة السوق المفتوحة بلا ضوابط؟

❊❊ كلام كثير سمعناه عن أضرار مشروبات الطاقة على الصحة العامة، أقلها رفع ضغط الدم، ومثله من الكلام قيل حول إجراءات وقرارات متوقعة لتنظيم سوق هذه المشروبات وحماية الصحة العامة، خصوصاً الشباب والمراهقين من خطره، ومع ذلك تفد إلى الاسواق أنواع جديدة من هذه المشروبات وبعبوات أكبر من سابقاتها، من باب التنافس التجاري. هل هذا يعني أن الكلمة العليا في هذا أيضاً لمبدأ السوق المفتوحة؟!

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر