Emarat Alyoum

تجنيس العقول

التاريخ:: 03 فبراير 2011
المصدر:
تجنيس العقول

كل دول العالم، بما فيها الدول الصناعية والمتقدمة، التي تطمح إلى تحقيق رؤيتها، واستراتيجية التنمية الشاملة فيها، تفتح أبوابها للتجنيس وفق سياسة معينة، وآليات وشروط ومعايير معينة، تستقطب من خلالها عقولاً فذة ومبدعة ومبتكرة، يمكن أن تسهم في نهضة البلاد، وفي ترجمة أهدافها التنموية فيها، وتشكل إضافة نوعية إلى مواردها البشرية.

وإذا ما أرادت الإمارات تحقيق نهضتها، وترجمة رؤيتها، وتحقيق حلم التنمية فيها، فإن عليها أن تشرع في تجنيس عقول متميزة من جنسيات عربية وأجنبية، خصوصاً أن هناك دولاً عربية تمتلك عقولاً متميزة ومبدعة في العلوم، والفيزياء، والهندسة، والطب، والتكنولوجيا، وقدمت علماء في الذرة، ومختلف العلوم والتقنية.

ولكن تلك العقول تعاني حصاراً نفسياً واجتماعياً، وظروفاً صعبة بحكم أوضاع بلادها، ومن حقنا نحن في الإمارات أن نحتضنها، ونفسح المجال أمامها، ونوفر لها بيئة مناسبة لتسهم بدورها في تحقيق ما نصبو إليه، ونسعى من أجله.

وأنا على ثقة أكيدة بأن مختلف شرائح المجتمع في الدولة سترحب بتجنيس تلك العقول، ومنحها فرصة لتسهم في تطوير البلاد، فضلاً عن أن تلك الشريحة من المبدعين والمبتكرين ستكون إضافة نوعية وحقيقية للمجتمع والتنمية، بدلاً من إقدام الدولة على تجنيس عرب وأجانب لا يضيفون إلى الدولة سوى العدد.

إننا لسنا ضد مبدأ التجنيس، حتى لو كان تجنيس أجانب من آسيويين وأوروبيين، شريطة أن يتم ذلك وفق معايير دقيقة، واختيار خاضع لاعتبارات علمية، ومبدأ الحقوق والواجبات، وانتظار عطاء وإضافات نوعية منهم، ومساهمة فعلية في التنمية والتطور، وتحقيق النهضة المنشودة.

لقد أصبحت الدول، بما فيها الدول المتقدمة، تبحث عن تلك الجواهر، حتى لو كانت موجودة في أدغال إفريقيا، أو آسيا، لأنها تدرك مدى أهمية العقول في الإسهام في التقدم والتطور العلمي والتقني والبحثي.

ونحن كمؤسسات علمية، واقتصادية، وأكاديمية، مطالبون بأن نبحث عن تلك الجواهر، خصوصاً العربية منها، التي ربما تعيش بيننا، ولا ندرك حقيقة وجودها، أو ربما نتجاهلها، ولا نمنحها فرصة المساهمة في تنمية دولتنا، فضلاً عن أن تلك العقول تفضل العيش في دولة عربية، وبيئة إسلامية تشعر بالولاء لها، والقناعة بدورها، وهنا يجدر أن نستثمرها بدلاً من تجنيس من لا عطاء لهم أو ولاء، وقد يكونون وبالاً على الدولة، وعلى التنمية والمجتمع!

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .