كل يوم

الحب للوطن ولخليفة..

سامي الريامي

مع أن المشهد العام كان لقاء مع مجموعة أيتام، لم يتعد أكبرهم الخامسة عشرة من عمره، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عمد خلال لقائه معهم، الأسبوع الماضي، إلى توجيه رسائل مباشرة تتعدى هذه الجلسة الصغيرة المختصرة، لتصل إلى أبناء الإمارات كافة، ممن هم في هذا العمر، أو حتى الشباب والكبار.

سموه كان يدرك تماماً أن كلامه سيتجاوز المكان والعدد، ففضل أن يحث جيل المستقبل على مجموعة قيم ومبادئ ترافقهم بقية حياتهم، هذه المبادئ هي الأساس لخلق نشء صالح مخلص لوطنه، فكانت النصيحة الأولى أن يحبوا وطنهم، ويحبوا خليفة بن زايد.

إنها ليست كلمات عفوية خرجت وليدة اللحظة، بل هي كلمات مسؤولة من مسؤول رفيع يحب وطنه ويحب شعبه، ويدرك تماماً كيف يغرس هذا الحب في نفوس الأجيال المقبلة والحاضرة، ويدرك كيف يمكن أن يكون لنصيحته الأثر في تلك القلوب الصغيرة المحيطة به، والقلوب الأخرى الأكبر منها، التي تراقب أفعاله وأقواله.

سموه أكد على أن يحب هؤلاء الأطفال وطنهم، وبطبيعة الحال فإن النصيحة موجهة أيضاً إلى كل من يسمعها، والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: هل هناك من لا يحب وطنه؟! ربما لا، فمن النادر أن نجد إنساناً لا يحب وطنه، لكن بكل تأكيد هناك الكثيرون الذين لا يعرفون معنى وكيفية هذا الحب، وكثيرون هم من يحبون الوطن، لكن حب الذات يتعدى حب الوطن أحياناً.

من هنا كان الغرس في النفوس الصغيرة، فسموه لا يفوّت مناسبة، صغيرة كانت أو كبيرة، إلا ويُذكر من حوله بحب الوطن، ويذكرهم بفضل هذا الوطن علينا جميعاً، صغاراً كنا أم كباراً، وسموه دائم التذكير بالرجال الأوائل الذين صنعوا المجد والتاريخ، وأقاموا أركان هذه الدولة الاتحادية العصرية، بعد أن كانت سبع إمارات منفصلة وضعيفة، وسموه دائم التذكير والترديد لفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ودوره الحيوي المهم في إكمال النهضة وقيادة الدولة، بحكمة وعقلانية في مسيرة النمو والتطور.

أجزم بأن محمد بن راشد تحدث في كل المناسبات، الرسمية وغير الرسمية المحلية، طوال السنوات الماضية عن العمل والجهد ومضاعفة الإنتاج لرفعة الدولة، وحث كل من التقاهم، أو زارهم، أو تفقد مقار أعمالهم، من مسؤولين أو موظفين، على المثابرة وبذل الجهود من أجل تطور ونمو الدولة.

ولم يبخل يوماً بجهد أو مال لدعم أي شخص أو مشروع يسهم في تطوير العمل وخدمة الوطن، كما أنه لم يبدأ يوماً حديثاً إعلامياً لوسائل إعلام محلية أو عالمية، إلا بذكر مناقب وفضل زايد وراشد على هذه الدولة، وحكمة خليفة بن زايد في القيادة، ودوره في كل المنجزات التي حققتها الإمارات إقليمياً وعالمياً.

القيم والمبادئ التي غرسها سموه في قلوب 30 يتيماً صغيراً، يجب علينا جميعاً زرعها في نفوس أبنائنا، ليس بالكلام والنصائح فقط، بل بالعمل واتباع نموذج القدوة في التعليم، وعلى المعلمين أيضاً أن يلتقطوا الرسالة ويترجموها إلى منهاج واقعي، يزرعونه بشكل دائم في عقول الصغار وقلوبهم، فلا يجب أن يعلو حبّ على حب الوطن وحب خليفة بن زايد أبداً.

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر