ملح وسكر

يوسف الأحمد

انتهت المرحلة الأولى من الدوري بنهاية مباريات الجولة الـ11 في الأسبوع المنصرم، الجزيرة توّج نفسه بطلاً للشتاء بكل جدارة للمرة الثالثة على التوالي، ليبقى المحك الحقيقي له النصف الثاني من المسابقة، فمؤشرات ومعطيات البطولة تؤكدان أن العنكبوت لن يغير اتجاه بوصلته نحو الدرعأ، خصوصاًأ أنه «انقرص» من مثل هذه الحالة في السنوات الأخيرة الماضية، التي انخدع فيها عند الأمتار الأخيرة، وقُلبت الطاولة عليه، إذ كان بمثابة الدرسأ الذي منحهأ خبرة، وزاده وعياً، في ما ينبغي أن يحتاط له في الدور الثاني، وهو ما أكده براغا الذي أعلن أكثر من مرة أنه لن يتنازل عن الدرع في هذا الموسم، وكفاه ما ضاع منه في آخر موسمين، «فهل الثالثة ثابتة يا براغا، أم سترجع حليمة إلى عادتها القديمة؟».

الوصل هو الآخر حالته حالة، ولا نعلم ما الذي يصيب هذا الفريق في كل موسم، رغم البداية الطيبة له في البطولة، لكن ما حدث في الجولات الأخيرة ينذر بأن الوضع غير مطمئن ومقلق في الوقت نفسه، فالإمبراطور يعاني النقص، لاسيما فيأ دكةأ الاحتياط التي تخلو من البديل المناسب الذي يمكنه سدّ فراغ أي عنصر أساسي، كما أن انخفاض مستوى وأداء بعض اللاعبين الأساسين أسهم في تدهور نتائج الفريق، وكبده نزيف نقاطأ في مرحلة مهمة، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في الخط الخلفي الذي يحتاج إلى ضبط وانضباط، من قبل المدافعين الذين حمّلتهم الجماهير الوصلاويةأ وزر الهزائم التي رفعت لهم الضغط، وسببت لهم صداعاً دفعهم إلى مقاطعة مبارياته في الآونة الأخيرة، لذا فالفريق بحاجة إلى عمل، وإلى إعادة تنظيم صفوفه، من خلال تدعيمها ببعض العناصر الجديدة، التي لربما تكون كفيلة في إرجاع صورة الأصفر اللامعة البهية!

هل يدفع أصحاب السعادة ثمن فاتورة مشاركتهم المونديالية؟ هذا ما تساءل عنه الكثيرون ممن تابعوا الفريق في الفترة القليلة الماضية، وما خرج به من نتائج لا تعكس قوة ومكانة أصحاب السعادة التي عرفوا بها، فالعنابي يمرّ بأزمة فنية ونفسية تحتاج إلى تدخل لإنعاش الروح التي أزهقتها نتائج مونديال الأندية، فكانت سبباً في إرهاق وإصابة وتشتت أذهان اللاعبين الذين وقع بعضهم في أخطاء غريبة وساذجة، لا يقع فيها حتى المبتدئين، فقد بات من الضروري أن يسترجع الوحدةأ قوتهأ ونكهته العنابية المميزة، عدا ذلك فإنه يبدو كأنه ينوي اقتفاءأ أثر الأهلي في الهزائم بعد العالمية!

مازلت عند رأيي بأن الأهلي يملك من القدرات ما يؤهله للمنافسة على الصدارة واللقب، كونه يضم خيرة عناصر الدوري، لكن نظرية وفلسفة مدربه ستقوده، باعتقادي، إلى جحيم الهزائم، بسبب التخبط الفني الحالي، وضعف المستوى، فأي بناء يتحدث عنه المدرب والفريق متوج بطلاً للمحترفين وشريكاً أساسياً في البطولات الأخرى في آخر موسمين، علاوة على ما يضمهأ من أسماء تتمناها الفرق الأخرى، فهذه النظرية يجب أن تلغى، وعلى أوليري أن يغير استراتيجيته في البطولة، قبل أن تلتف المقصلة حول رقبته، ويردد عندها: تباً لها من نظرية!

أخيراً بخصوص بعض اللاعبين الذين ظهروا علينا بصرعات جديدة من الرقص، وهزّ الخصر، وقصات الشعر الغريبة، التي أثارت الاستياء والضحك في الوقت نفسه، كون «شر البلية ما يضحك»، فقد فرضت علينا تساؤلاً مهماً هو: أين دور الرقابة يا لجنة الانضباط؟ وكل عام والجميع بخير.

ya300@hotmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر