أبواب

«دبي السينمائي».. دورة الاكتشاف

علي العامري

الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي التي افتتحت، أول من أمس، جاءت لتعلن من جديد مضي المهرجان في التقدم، ولا سبيل إلى التراجع خطوة واحدة إلى الوراء. وكانت ليلة الافتتاح مضاءة بالنجوم وفيلم «حديث الملك» وطاقم المهرجان الذي «لم ينم جيداً» منذ أيام. كما أنها كانت مضاءة بالحضور الكبير الذي شهده مسرح «ارينا» في جميرا، جلوساً ووقوفاً. وكانت ليلة الافتتاح مضاءة أيضاً بإبداع المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، الذي تألق في تقديم لوحات مشهدية خلال الافتتاح، عبرت عن رسالة المهرجان وسيرة دبي وروح الإمارات، من خلال التأكيد عبر المشاهد والتشكيلات البصرية على تآخي الثقافات في أرض واحدة، تجمعها المحبة. وجسد المخرج عناصر أساسية من ثقافات الشعوب في تشكيلات تداخلت فيها رموز لمعالم من دبي مع رموز لحضارات شعوب العالم من الشرق والغرب، وربط بينها بخطوط مضيئة، لتكون لوحة واحدة لفسيفساء الثقافات في العالم. كل عنصر يتكامل دلالياً وجمالياً مع العناصر الأخرى. وجاءت اللوحات المشهدية زاهية ومبهجة بألوانها وإيقاعاتها المتنوعة ورموزها، لتكون «قوس قزح» واحداً بسبعة ألوان، كما عبر رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، في حديثه عن الدورة السابعة، وتأكيده على نقلة نوعية يشهدها المهرجان، بدءاً من هذه الدورة التي تختتم، الأحد المقبل.

وفي كلمته الافتتاحية، ربط رئيس المهرجان بين الماضي والحاضر، بقوله إن الإمارات كانت ملتقى للقوافل التجارية في الماضي، وهي اليوم تغدو ملتقى للقوافل الثقافية والسينمائية، في إشارة إلى أهمية الفعل الثقافي في تواصل الشعوب، مثلما كانت القوافل القديمة بمثابة جسور تواصل بين القارات.

«دورة الاكتشاف» كما اطلق عليها المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله، جاءت لتكون احتفالية جديدة بالفعل السينمائي، لاكتشاف مبدعين وأفلام. وفي ذلك إشارة إلى أن المهرجان الذي لم يتوقف منذ انطلاقته عن اكتشاف المواهب والأفلام، يركز الآن على روح الاكتشاف وتعزيزها، من خلال عرض أفلام تبدو «مجهولة» بالنسبة إلى الجمهور العربي، خصوصاً في ظل هيمنة «سينما هوليوود» على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، حتى أنها أصبحت تبدو «أنموذجاً وحيداً» لصناعة الأفلام، في حين أن هناك سينما مغايرة في كل بقاع الأرض، وهناك اقتراحات جمالية مختلفة في أفلام أميركا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وأوروبا. لكن طغيان الصورة «الهوليوودية» وضع صوراً أخرى في الظل. وهنا يأتي دور المهرجانات، ومنها مهرجان دبي السينمائي، ليفتح العين على «اكتشافات» جديدة لمبدعين وأفلام.

مهرجان دبي الذي افتتح بالفيلم الاستثنائي «حديث الملك»، وحضور بطله الاستثنائي كولين فيرث، يؤكد مجدداً أن الشريط السينمائي يتواصل إبداعاً. وقد جاء «حديث المهرجان» طليقاً وبليغاً وعامراً بالمعاني، في دورته السابعة.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر