كل يوم

«جيتكس» مكان لتغيير المفاهيم أيضاً..

سامي الريامي

«جيتكس» ليس حدثاً عادياً، فهو واحد من أبرز وأهم ثلاثة معارض متخصصة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في العالم، ويكفي أن نعرف أنه عندما بدأ دورته الافتتاحية الأولى في عام ،1981 كانت مساحة المعرض لا تتجاوز 820 متراً مربعاً، أما يوم أمس، ومع افتتاح الدورة الـ،30 فإن مساحة المعرض وصلت إلى 76 ألف متر مربع، وهذا يعني أن مساحته تضاعفت 93 مرة.

هذه المساحة لاشك في أنها تعكس أيضاً الزيادة في الشركات العارضة، إذ ارتفعت الأرقام من 46 شركة في الدورة الافتتاحية إلى 3500 شركة، وضعت معروضاتها في أجنحة المعرض الضخم بدءاً من أمس.

«جيتكس» أسهم في رسم ملامح المشهد التقني في المنطقة بأسرها، فهو تجاوز حدود الدولة باكراً، وأصبح علامة مضيئة في مجال التقنية في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ويستقطب سنوياً كبريات الشركات العاملة في مجال تقنية المعلومات، وما يدلل على ذلك وجود عارضين من 65 دولة تحت سقف قاعات مركز دبي التجاري المخصصة لـ«جيتكس».

وعلى المستوى المحلي، نستطيع القول إن «جيتكس» له فضل كبير في تطور الفكر والثقافة الإلكترونية لدى المسؤولين عن الدوائر المحلية في دبي والوزارات الاتحادية على المستوى الاتحادي، وهذا يفسر حرصهم الشديد على المشاركة في المعرض والتنافس في عرض الخدمات الإلكترونية، كل عام، في المساحة المخصصة للدوائر المحلية ووزارات الدولة.

مساحة المنطقة المخصصة لهم هذا العام تضاعفت ثلاث مرات عن العام السابق، وهذا بالتأكيد دليل على اتساع نطاق الخدمات الإلكترونية التي تقدمها دوائر حكومة دبي وبعض الوزارات الاتحادية، وبلاشك فإن ذلك يعد أهم إنجازات «العصر الحديث»، إن صح التعبير، للدوائر المحلية والوزارات الاتحادية.

ما يثلج الصدر اتساع الثقافة الإلكترونية، والتركيز الشديد من قبل الدوائر، على تقديم تسهيلات وخدمات للمتعاملين على بعد سنتيمترات بسيطة من أصابع أيديهم عبر أجهزة الكمبيوتر، والاهتمام بدا واضحاً أمس، من خلال حرص المديرين التنفيذيين للدوائر على الوجود في الأجنحة الخاصة بهم، وعرض أحدث الخدمات الإلكترونية وشرحها للزوار والحضور بشيء من الفخر والشعور بالحماسة وفرحة الإنجاز، وهذا يدل على تغيير كبير في المفاهيم والثقافة العامة، فالمدير الذي يبحث عن تسهيل الخدمات للمراجعين، أمر ليس من السهل تصديقه في كثير من الدول القريبة والبعيدة.

انطباعات كثيرة تتولد بسرعة في الذهن خلال التجول في قاعة الخدمات الحكومية الإلكترونية، صحيح أن أهم انطباع هو بروز ثقافة التحول الإلكتروني لدى الدوائر، لكن هناك انطباعاً آخر يثير الإعجاب وهو وجود أعداد كبيرة من المواطنين والمواطنات في مختلف الدوائر تقوم على أيديهم ثورة التحول الإلكتروني.

شباب وشابات أعطتهم دوائرهم، على ما يبدو، فرصة كبيرة للإبداع والعمل، فهم المسؤولون عن إدارة عمليات يومية خاصة بالخدمات الإلكترونية، وهم مسؤولون عن تصاميم برامج تتناسب مع الخدمات التي تقدمها دوائرهم، وهم يتولون متابعة الحلول الجديدة والمتطورة، وآخر تطورات التقنية على مستوى العالم، فكانت النتيجة ما نراه اليوم من تطور نوعي وكمي في الخدمات الحكومية الإلكترونية بشكل عام.

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر