من المجالس

عادل محمد الراشد

«خلوها تخيس»، الدعوة هذه المرة انطلقت في الكويت، لحثّ المستهلكين على الامتناع عن شراء الخضراوات التي ارتفعت أسعارها بوتيرة سريعة ومتلاحقة. هذه الدعوة التي جعلت «شبرة» سوق الخضار شبه فارغة، على حدّ وصف صحف كويتية، أعادت إلى الذاكرة دعوات مماثلة صدرت خلال السنوات القليلة الماضية، عندما اندفع تيار الغلاء في المنطقة بشكل لم يسبق له مثيل، على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ضربت كل أسواق العالم، لكنها توقفت في أسواق دول الخليج العربي، والتي تبدو خارج أي معادلة دولية للتصحيح في موازين الأسواق.

«خليها تصدّي»، قالها السعوديون احتجاجاً على ارتفاع أسعار السيارات، على الرغم من انخفاضها في دول المنشأ، و«خله يسوّس»، انطلقت من أعداد من المستهلكين في الإمارات، عندما لامست أسعار الأرز أسعار الكافيار قبل ثلاث سنوات. وأخيراً جاءت الدعوة من الكويت للاحتجاج على المغالاة في رفع أسعار الخضراوات. وكل هذه الدعوات تعبر عن ضمير جمعي يلتف حول نفسه بعفوية الدفاع عن الوجود، عندما يتعرض أي جانب من جوانب هذا الوجود للتهديد. واستمرار الاختلال في ميزان العلاقة بين المستهلك والتاجر، هو نوع مؤثر من أنواع ذلك التهديد، باعتبار أن إدارة توجيه هذه العلاقة تصبح بيد طرف واحد منهما، ليكون هو صاحب الأمر، والطرف الآخر عليه الاتباع ولو لم يمتلك الطاقة لمواصلة الاتباع.

الجهات المعنية بحماية المستهلك في أسواق الخليج لاتزال تبدو أضعف من أن تكون مصدر توازن في هذه العلاقة، وعندما يستشعر المستهلك ازدياد خطر تهديد استقراره الاجتماعي والفردي، يبحث عن وسائل أخرى يعبر فيها عن عدم رضاه، لذلك نشطت مثل هذه الدعوات، ووجدت لها من الإنترنت وسيلة لتبليغ دعوتها والحث على الإيجابية بدلاً من التوغل في سلبية الشكوى.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر