رؤية

التنمية البشرية في الإمارات.. إلى أين؟

نجيب الشامسي

يعكس مؤشر التنمية البشرية في أي دولة مستوى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والمعيشي، والأمني، وهو عامل مهم في سياق تعزيز بنية الاستثمار الوطني، وحافز لتشجيع الاستثمارات الأجنبية.

وتسعى مختلف الدول إلى تحقيق موقع في مستويات التنمية البشرية، التي يعكسها التقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (صخذ)، إذ يعتمد هذا البرنامج في تصنيف الدول في التنمية البشرية وفق معدلات التنمية والإصلاح في مجالات التربية والتعليم، والصحة، والحريات العامة، ومنها حرية الرأي والتعبير، ثم حقوق الانسان الاقتصادية، كحق العمل والأجور التي تناسب مستوى المعيشة في هذه الدولة أو تلك.

ووفقاً لمؤشر التنمية البشرية للفترة (2004ـ2009)، جاء ترتيب الإمارات في العالم عام 2004 في المرتبة (49)، ليتحسن وضعها في العام التالي، لتحل في المرتبة (41) قبل أن تتراجع إلى ترتيبها السابق في عام ،2006 فقد عادت إلى المرتبة (49)، ثم تحسن الترتيب عامي (2007ـ2008)، ليصل إلى(39).

ووفقاً لتقرير عام ،2009 حلت الدولة في المرتبة (35)، إذ صنفت الإمارات ضمن الدول ذات التنمية البشرية العالية.

لكن هذا التقرير يضع الكويت في المرتبة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون، والأولى عربياً، وفي المرتبة (31) على مستوى العالم بعد أن كانت في المرتبة (44) على مستوى دول المجلس.

وخلال سنوات المقارنة، كانت الكويت دوماً متقدمة على مختلف دول المجلس، بما فيها الإمارات، أما قطر فإنها بعد أن كانت عالمياً ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة عام 2004 في المرتبة (47)، سجلت تطوراً نوعياً خلال السنوات الأربع التالية، لتحل في المرتبة (33) عالمياً عام ،2009 متقدمة على دول المجلس الأخرى، وبعد الكويت.

وفي الوقت ذاته، صنف برنامج الأمم المتحدة الكويت وقطر ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً.

فكيف استطاعت الكويت وقطر، وهما دولتان متشابهتان مع الإمارات في الظروف، والسمات البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، تحقيق ذلك؟! ولماذا لا تسجل الإمارات موقعاً متقدماً أسوة بهما؟! ولماذا يحسدنا الكويتيون على ما نحن فيه، وينظرون إلى الإمارات على أنها الحاضر، بينما الكويت هي الماضي!

هل لأننا حققنا ما عجز عنه الكويتيون، وحوّلنا دولتنا إلى غابات اسمنتية، وزرعنا المراكز التجارية الضخمة في مختلف مدننا وشوارعنا، ونافسنا العالم في ناطحات السحب العملاقة، واستقطبنا البشر من كل صوب وحدب؟ أم أننا تفوقنا في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والتعليمية والصحية، ولم يعد هناك عاطل عن العمل، أو مريض، أو عاجز، أو فقير؟ ربما.. ربما.

alshamsi.n@hotmail.com


لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر