‏أوراق رياضية‏

‏الفتـن الكروية العربية!‏

عماد النمر

‏مازالت قلوبنا تدمى من الفتنة الكروية الكبيرة التي قامت بين مصر والجزائر، بسبب مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال الإفريقي، ومازلنا نتذكر كيف أشعلت وسائل الإعلام في البلدين النار بين الجماهير، ولم تستطع إخمادها حتى الآن.

ولأننا لا نتعلم من أخطائنا، فقد أطلت فتن جديدة وللأسباب الكروية الفاشلة نفسها، فها هي وسائل الإعلام السعودية المصرية تتبادل الاتهامات وتنفخ في نيران الفتنة، على خلفية اتهام اللاعب المصري حسام غالي المحترف في صفوف النصر السعودي بتناول المنشطات، وهو الاتهام الذي لم يحسم أمره بعد.

لكن البعض ممن لهم مصالح تجارية بحتة أو مصالح تنافسية، يريدون استغلال الواقعة لعمل إثارة تعود عليهم بمزيد من الإعلانات سواء في الصحف الورقية أو القنوات الفضائية، لتنطلق شرارة فتنة جديدة بين الجماهير المصرية والسعودية والسبب كرة القدم التي فرقت بين مصر والجزائر.

وظهرت فتنة جديدة بين جماهير النصر السعودي والوصل الإماراتي على خلفية نزول جماهير وصلاوية إلى أرض الملعب، أثناء سير المباراة، والاعتداء على طبيب النصر، ورغم سعي حكماء الطرفين إلى إنهاء الموضوع بشكل حضاري، إلا أن البعض ينفخ في نيران الفتنة، وأصواتهم تتعالى للثأر والانتقام، وما بين قرصنة إلكترونية إلى تلاسن فضائي بلا حدود، يسعى البعض إلى الوقيعة بين الأشقاء، ولن يهدأ لهم بال حتى تشتعل الحرب بين الطرفين.

إن وسائل الإعلام (المقروءة والمرئية) في وقتنا الحاضر لم تعد تبحث عن مصالح الشعوب أو تسعى إلى الارتقاء بفكر الناس، لكن أصبح كل همها الإثارة لجذب المزيد من القراء، المزيد من المشاهدين، وبالتالي المزيد من المال والأرباح.

ولا ندري متى نكون أكثر عقلاً، وأكثر وعياً، وأكثر تحضراً! ولا ندرى متى نفيق من غفوتنا، ونترك الحساسيات الشديدة في اللقاءات العربية العربية خلف ظهورنا، ونبحث عن وسائل تقربنا أكثر، ونحل مشكلاتنا بعقلانية ووعي!

وللأسف استقطبت القنوات الفضائية وبعض الصحف أناساً لا يحملون فكراً أو ثقافة، وأصبحت طلعتهم البهية مقررة علينا كل يوم، يحللون ويناقشون ويفتنون الناس بوعي وبغير وعي للأسف، لذلك سنجد بين الحين والآخر فتنة جديدة والسبب بعض الجاهلين ممن يحركون الإعلام في مجتمعنا العربي.

استغربت من بعض العناوين المثيرة في صحفنا الرياضية، تعليقاً على فضيحة فرقنا الكروية في دوري آبطال آسيا، فأحدهم كتب «خسرنا بخماسية وكسبنا الثقة» والآخر كتب «خسرنا بالثلاثة وكسبنا الاحترام» فأي ثقة وأي احترام ونحن نتذيل الترتيب العام في المجموعات الأربع؟!

واستغربت اكثر من تبرير هزائمنا في البطولة الآسيوية بداعي «الإرهاق والمونديال» فكل الأندية الكبيرة تنافس في أكثر من مسابقة ويتعرضون للإرهاق وهذا هو النظام لمن أراد أن يكون بين الكبار، أما حكاية المونديال، فأرجو أن تكون مشاركة الأهلي في النسخة الماضية عبرة للجميع.

الورقة الأخيرة

يبدو أن فريق برشلونة يسير نحو الاحتفاظ بلقبه القاري، والدليل نتائجه وعروضه في البطولة وفي الليغا الإسبانية.‏

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر