‏رؤية‏

‏مسوّغات وإيجابيات الوحدةالنقدية الموحّدة (3)‏

نجيب الشامسي

‏إن تحقيق العملة النقدية الموحدة، في ظل اتحاد نقدي واحد، إنما يعد خطوة مهمة في سياق ترجمة أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتعزيز منعته اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وتأكيد حضوره إقليمياً ودولياً.

ومما يؤكد ذلك، أن للوحدة النقدية إيجابيات عدة على صعيد الفرد والمجموعة، وعلى صعيد الاقتصاد والمجتمع والدولة، الأمر الذي يحتّم التسريع في هذه الخطوة.

ويمكننا تحديد بعض من تلك الإيجابيات، حيث إن تحقيق الوحدة النقدية، إنما يترجم تطلعات قادة دول المجلس، ويجسد رغبة أبناء المنطقة، باعتبار أن الوحدة النقدية تشكل نقلة نوعية في العمل الاقتصادي المشترك، وتحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي لأفراد المجتمع، بانتقال كيانهم ومشروعهم التكاملي، إلى مرحلة الوحدة، ويستطيع أفراد المجتمع من أبناء المنطقة والمقيمين فيها، الانتقال من دولة إلى أخرى، يحملون في جيوبهم عملة واحدة ذات اسم وشعار وقيمة واحدة، من دون أن يتكبدوا عناء تغيير العملة، أو فروق الصرف في بعض الأحيان، لاسيما في الأسواق التجارية.

إن قرار العملة الخليجية الموحدة، إنما ينقل اقتصادات المنطقة من اقتصادات متجزئة ومتباعدة، إلى اقتصاد واحد ذي حجم كبير، وآفاق واسعة، ويلغي الازدواجية في المشروعات، واحتمالية التنافس غير الإيجابي بين اقتصادات المنطقة.

إن المستثمرين ورجال الأعمال من أبناء المنطقة والمقيمين فيها، سيشعرون بأنهم يتنقلون في محيط اقتصاد واحد، وسوق واحدة، ويحملون عملة واحدة، وتقوّم استثماراتهم بعملة موحدة، ويتحركون في إطار سوق تجارية أو منطقة تجارية موحدة، ما يعزز البنية الاقتصادية الواحدة، ويخدم أهداف السوق الخليجية المشتركة للمستثمرين ورجال الأعمال، الذين يتعاملون في ظل نافذة استثمارية واحدة، ومناخات استثمارية موحدة، في تشريعاتها ونظمها، وأطرها، وأهدافها، واستراتيجيتها.

إن وجود عملة خليجية واحدة، أيا كان اسمها، إنما يحقق لدول المنطقة استقلالها الاقتصادي، وحضورها الاستراتيجي في الأسواق العالمية، بعد أن تصبح العملة الخليجية الموحدة عملة التقويم لاستثماراتها الأجنبية وتجارتها الخارجية، خصوصاً إذا علمنا أن هذه العملة ستصبح من العملات الرئيسة في السوق النقدية العالمية، بسبب غطائها القوي المتمثل في احتياطات نفطية ضخمة تقدر بنحو 45٪، واحتياطات كبيرة من الغاز، واحتياطات ضخمة من الموجودات والأصول والاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى وجود مقومات اقتصادية، وفرص استثمارية جيدة، تعزز من الحضور القوي في ظل تكاملية أسواقها.

ومن غير المستبعد أن تتحول دول أجنبية وعربية للارتباط بالعملة الخليجية الموحدة، بسبب قوة هذه العملة في حال صدورها.‏

alshamsi.n@hotmail.com

 

تويتر