‏‏

‏من المجالس‏

‏حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى معرض الإمارات للوظائف، حمل رسائل مباشرة عدّة إلى كل الأطراف ذات العلاقة بالوظيفة والتوظيف ومكان المواطن فيهما، رسائل لا تقبل التأويل أو القياس للماسكين بمفاتيح التوظيف في قطاعي الأعمال الحكومي والخاص، وصناع الاستراتيجيات، وكبار المسؤولين التنفيذيين، ومعارض التوظيف، ولأبناء الوطن الساعين على درب الوظيفة. مغزى حضور الشيخ محمد سبق توجيهاته المباشرة، والمغزى يؤكد أن توظيف أبناء الوطن خيار لا بديل عنه في عملية البناء الشاملة، لأن مستقبل الأوطان مرهون بمركزية دور أبنائه، ناهيك عن اعتبار أن حق الحصول على الوظيفة المناسبة جزء أساس من حق العيش بحياة كريمة، لذلك كانت التوجيهات بذلك واضحة. أما الرسائل التي حملتها زيارة سموه فهي أولاً للقابضين على دفاتر التوظيف من مسؤولين ومديري موارد بشرية في القطاعين العام والخاص وما بينهما من قطاعات شبه حكومية، بأن الأولوية يجب أن تكون لأبناء الوطن فعلاً لا قولاً، تثبته الأرقام والإحصاءات، ويؤكده واقع الحال في هذا القطاع أو ذاك. وهي ثانياً تنبه واضعي الاستراتيجيات وكاتبي الخطط القصيرة والطويلة الأمد، برسم استراتيجياتهم وخططهم بعيداً عن التحليق في فضاءات الوهم التي لاتزال تضع أكثر ما تمّ الإعلان عنه حبراً على ورق في ملفات داخل أدراج مغلقة. وهي ثالثاً إشارة إلى أن معارض التوظيف لا يمكن أن تستمر إلى الأبد استعراضية دعائية تضع الجهات العارضة فيها لافتاتها وتوزّع وعودها وتحرص فيها على طباعة أفخر المطويات والكتيبات، ثم تنتهي إلى بيع الوعود للشباب ومطالبتهم بانتظار الاتصال الذي غالباً لا يأتي، أو المتابعة على الموقع الإلكتروني، والذي ربما لم يعرف التحديث لا قبل ولا بعد هذه المعارض.

رسائل نتمنى أن تصل، ليكون معرض الإمارات للوظائف 2010 بداية حقيقية لوضوح الرؤية أمام معارض التوظيف، وتدشيناً لخطط جادة لترجمة التوطين من شعار إلى فعل.‏

adel.m.alrashed@gmail.com

 

تويتر