‏أبواب‏

‏أمهاتنا‏

في يوم واحد هو الحادي والعشرون من مارس، تجتمع مناسبات عدة في العالم، من بينها عيد الأم واليوم العالمي للشعر وعيد النيروز، في موعد الانقلاب الربيعي، إذ يمثل شهر مارس (آذار) في كثير من الثقافات نقطة تحول أساسية في السنة.

الأم رمز العطاء المتجدد، هي ربيع الوجود، وهي محركة الحياة، فارتبط عيدها بهذا اليوم الذي يشهد التحول إلى فصل الربيع.

أمهاتنا هن نجمات قلوبنا، ففي خضم الحياة، نهتدي بضوئهن، تحمينا دعواتهن لنا بالتوفيق، وأن نكون محفوفين بالسلامة أينما سرنا.

أمهاتنا، حارسات أحلامنا، وحارسات أرواحنا، وحارسات خطواتنا الصغيرة، ونحن نتهجى أبجدية الحياة.

أمهاتنا، ضوء أرواحنا، بحبهنّ نستظل، وبحنانهنّ نتدفأ.

أمهاتنا في الجبال يمشين، فينبت مع كل خطوة ربيع كامل، ومن ظلالهنّ ترفرف فراشات مثل زهور الربيع.

أمهاتنا تحت أقدامهنّ فراديس، وفي قلوبهنّ فراديس، وفي خطواتهنّ فراديس، وفي تلويحة أيديهنّ فراديس.

أمهاتنا في الجبال جبال من الحب لا تنتهي، بل تفيض بما يفيض قلب النبع من معنى.

أمهاتنا سرّ اخضرار الحقل، سرّ الضوء في ليل وفي صبح وفي حزن وفي فرح وفي نعاس الصحارى.

أمهاتنا في السهول سهول من الحب، يمشين فيندلع الياسمين على الشرفات، وفي الهضاب تطير القصائد، وفي الأفق يعلو النشيد.

أمهاتنا في الصحارى اخضرار المعاني، وترنيمة لحشد غمام.

أمهاتنا في القرى قارات حنان، وفي المدن كتاب قلب، وفي البوادي هبوب الحياة.

نكبر أمامهن، هن الكريمات الشغوفات بنا.

نكبر في مرايانا، لكننا نبقى أطفالهنّ الذين لا يكبرون في مراياهن.

نكبر أمامهنّ، ونحن نصغي إلى زمن جديد، لكنهنّ لا يردن من الحياة سوى أن نكون.

كريمات وشامخات وعطوفات ورحيمات ورؤومات وحانيات، هن أمهاتنا اللواتي يطرزن الحياة لنا خيطاً خيطاً.

أمهاتنا اللواتي يرعيننا بمقل عيونهنّ، هن الساهرات قربنا إن مسّنا مرض أو مرّ سعال خفيف بالقرب من وساداتنا.

حارسات حياتنا، هن أمهاتنا، حبهنّ بيت لنا، ولمساتهنّ لحاف لنا.

أمهاتنا، لا ينمن إذا لم ننم، هن حارسات نومنا، وهن أقرب منا إلينا.

أمهاتنا، في قلوبهن الكون، ونحن، صغاراً أو كباراً، نظل كوناً لهن، يضئنه بأقمارهن التي لا تنام.

أمهاتنا أمهات الوجود ومعنى المعاني.

أمهاتنا ضوء أرواحنا.

‏ali.alameri@emaratalyoum.com

تويتر