أقول لكم

محمد يوسف

قمة الإستهزاء بعقولنا وإنتماءاتنا ، وبفكرنا وثقافتنا ، وحتى بذوقنا ، هذا ما قلته لكل الذين إتصلوا بي لأشاهد ذلك الفيلم "الممسوخ" الذي عرض على قناة "أم بي سي" مساء الجمعة ، وللأسف فإن القناة تصر على منح نفسها لقب "قناة العرب الأولى" ، وقبل أن أخوض في تفاصيل ذلك "المسخ" أود أن اذكر الأخوة أن المسميات تستحق بحسب العطاء ، ومن يريد أن يحمل أسم "العرب" عليه أن يحافظ على مشاعرهم ، وعلى لغتهم ، وعلى تراثهم أولا" ، وبعدها يضع نفسه في المكان الذي يرغب ، فنحن قد مررنا المسلسلات المكسيكية المدبلجة بالعربية الفصحي ، وقلنا أنها خدمة للمشاهدين ، وتوقفنا عند المسلسلات التركية بلهجة "صنيعة" عربية عامية وقبلنا بتبرير البعض حول تركيا والحدود المشتركة وإيجاد فرص عمل لممثلين عاطلين ، ولكن الجديد شيء آخر ، فهو فيلم هندي ، ونحن هنا في الخليج نحب الأفلام الهندية منذ أن بدأ ظهور السينما والتلفزيون ، والدول العربية الأخرى أيضا" بدأت تتابع الأفلام الهندية ، ولكن ما كان يعرض مساء الجمعة شيء آخر ، وقد صدق من قال أن المسخ هو ذلك الشيء الذي لا يمكن أن تصفه ، سواء كان كائنا" حيا" أو عملا" من الأعمال ، ولهذا مازالت غير مستوعب لما شاهدت ، أعذروني ، فهؤلاء الأخوة إبتدعوا بدعة جديدة ، أنهم يعربون الكلام ، وحتى يلفتوا النظر ، أو لأي غرض آخر يعيش في نفوسهم ، جمعوا بعض الممثلين الكويتيين ، وتحول الفيلم الهندي إلى اللهجة الكويتية ، وصارت الممثلة بالساري تقول "إشلونك" و"فديتك" والممثل بعمامة طائفة السيخ يردد وهو يرقص "عاشوا ، عاشوا" ، وصار الفيلم الهندي مثل الغراب عندما حاول أن يقلد الطاووس في غطرستة فنسى مشيته ولم يدرك الطاووس تباهيا" ، وهنا نذكر كل الذين يقفون خلف هذا المسخ الذي شاهدناه بالهدف من وراء عملهم ، ونسألهم إن كانوا يدركون الأبعاد الإجتماعية والأخلاقية والسلوكية التى يمكن أن تترتب على عملهم ؟ ونسأل أيضا" عن سياسة ترسيخ الواقع إن كانوا قد سمعوا بها ؟!

myousef_1@yahoo.com

تويتر