كلمة محمد بن زايد بمناسبة اليوم الوطني الـ 44

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ومازالت داعية سلام ورمز التنمية والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات.

وقال سموه إن الإرهاب أصبح آفة خطيرة تهدد أمن الدول والمجتمعات في العالم كله وأن تصاعد العمليات الإرهابية واستهدافها المدنيين بصورة وحشية وهمجية يتطلب تحركا دوليا فاعلا لمواجهة القوى والجماعات الإرهابية..مشددا سموه على أن المعركة ضد هذه الجماعات هي معركة الحضارة الإنسانية كلها.

وأوضح سموه أن دولة الإمارات تنتهج استراتيجية للتصدي بكل قوة لتيارات العنف والتطرف والإرهاب ترتكز على تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر من خلال مبادرات ومشاريع في هذا المجال تحظى باحترام العالم وتقديره والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الفقيرة في مختلف دول العالم إضافة إلى الانخراط القوي والفاعل في التحركات الدولية لمواجهة الجماعات الإرهابية والتصدي لمحاولاتها فرض السيطرة على الدول والمجتمعات بالقوة والإرهاب.

وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن أمنها الوطني جزء من الأمن القومي العربي وأن بناء موقف عربي قوي للتعامل مع متغيرات المنطقة وتحولاتها هو السبيل للحفاظ على المصالح العربية العليا وتحصين المنطقة ضد التدخلات الخارجية .. ومن هنا يأتي حرص الإمارات على التنسيق والتعاون الكاملين مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى خاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من أجل تعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومي في منطقة تعيش حالة من التحول الكبير وتعاني مصادر خطر متعددة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة وجهها عبر مجلة " درع الوطن " بمناسبة اليوم الوطني الـ/ 44 /..إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمضي بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ومعاونة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات إلى الأمام من دون توقف واضعة نصب أعينها رفاهية المواطن الإماراتي وأمنه وتقدمه باعتباره أولوية قصوى لكل خطط التنمية وبرامجها في الحاضر والمستقبل.

وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان:

الإخوة والأخوات ..

نحتفل اليوم بذكرى غالية وعزيزة على قلب كل إماراتي وعربي هي الذكرى الرابعة والأربعون لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بزغ فجر دولة الاتحاد في مثل هذا اليوم من عام 1971 وبدأت خطوات رحلتها الواثقة والمظفرة نحو التقدم والتنمية وولد طموحها للمركز الأول الذي تحول بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وتكاتف شعبها إلى واقع ملموس في المجالات كافة تجسده "رؤية الإمارات 2021" التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل دول العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها.

في كل عام نحتفل فيه باليوم الوطني نتذكر بكل تقدير وإجلال الآباء المؤسسين بقيادة المغفور له - بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذين اجتمعت إرادتهم على الوحدة فكانت أقوى من كل المعوقات والتحديات وعملوا بإخلاص من أجل وطن موحد وعزيز ينعم فيه شعبه بالأمن والطمأنينة والاستقرار بعيدا عن طموحات المجد الذاتي أو الأيديولوجيات والشعارات البراقة وبنوا دولة الإمارات العربية المتحدة على أسس قوية وراسخة ليس على المستوى المادي فقط وإنما على المستويات الاجتماعية والثقافية والحضارية أيضا.

إن طريق بناء دولة الاتحاد لم يكن سهلا أو ميسرا بل كان مملوءا بالعقبات والتحديات التي واجهها آباؤنا وأجدادنا بكل عزيمة وإخلاص وإيمان حتى تركوا لنا وطنا عزيزا موحدا نباهي به الأمم ويحتاج منا إلى المزيد من العمل والجهد والتكاتف للحفاظ عليه وصيانة مكتسباته وتحصينه ضد مصادر التهديد والخطر مستلهمين من الآباء المؤسسين إيمانهم المطلق بأن شعبا موحدا وملتفا حول قيادته لا يمكن لأي تهديد أن ينال منه ولا لأي تحد أن يوقف مسيرته نحو المستقبل.

وإذا كان الآباء والأجداد قد تكبدوا المشاق في ظل ظروف صعبة لتحقيق حلم الوحدة وتعميقها في نفوس الإماراتيين فإن مسؤوليتنا جميعا العمل كل في مجاله لإعلاء شأن الوطن وإبقائه دائما رمزا للتميز والتفرد والوحدة. إن الدرس المهم الذي تقدمه لنا العقود الماضية من عمر دولتنا الغالية هو أن وحدتنا هي المصدر الأساسي لقوتنا وأننا حققنا كل ما حققناه من تقدم على المستويات كافة في ظل وطن مستقر وآمن في منطقة مضطربة لأننا يد واحدة وشعب واحد متكاتف خلف قيادته في بيت متوحد.

الأخوات والإخوة ..

في الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس دولتنا العزيزة نترحم على شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم في معارك الحق والواجب وميادين الشرف والفخار خلال المراحل المختلفة من تاريخ الوطن وصولا إلى شهدائنا البواسل في عملية استعادة الشرعية في اليمن ونتذكر بطولاتهم وتضحياتهم من أجل أن تظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عزيزة عالية خفاقة ولا يسعنا هنا إلا أن نحيي ذوي الشهداء الذين قدموا للوطن رجالا لا يترددون في بذل الدم في سبيله لأنهم زرعوا فيهم حبه والانتماء إليه والتضحية بكل غال ونفيس في الدفاع عنه وإعلاء كلمته ونؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تنسى شهداءها أبدا وأن أسماءهم ستظل خالدة في ذاكرة الأمة أبد الدهر.

إن الاهتمام الكبير من قبل القيادة بتكريم الشهداء وتخليد ذكراهم وتقديم الرعاية الكاملة لأسرهم على المستويات كافة يؤكد وفاء الوطن لأبنائه الذين يضحون من أجله واعتزازه بهم وبتضحياتهم وأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل قوية منيعة بولاء أبنائها لها والتفافهم حول قيادتها.

ستمضي دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة والمشروعة ومنها قضية الشعب اليمني وحقه في العيش في أمن واستقرار وتنمية وكرامة بعيدا عن المؤامرات والممارسات العدوانية للميليشيات الانقلابية ومن يدعمها كما ستمضي كعادتها دائما في مساندة الأشقاء العرب وتقديم كل دعم ممكن لهم وحماية مرتكزات الأمن القومي العربي من أي تهديد داخلي أو خارجي وهذا كان منطلقها الأساسي للمشاركة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستعادة الشرعية في اليمن وتحريره من المتمردين الذين يخدمون مشروعات وأجندات مشبوهة.

الإخوة والأخوات ..

تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ومعاونة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات إلى الأمام من دون توقف واضعة نصب أعينها رفاهية المواطن الإماراتي وأمنه وتقدمه باعتباره أولوية قصوى لكل خطط التنمية وبرامجها في الحاضر والمستقبل .. ففي كل عام يحتفل فيه الإماراتيون باليوم الوطني في الثاني من شهر ديسمبر يلمسون ما حققه الوطن من إنجازات تنموية كبيرة خلال العام السابق وما يتطلع إلى تحقيقه خلال العام القادم في إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة وتهتم بالمستقبل كما تهتم بالحاضر وتخوض غمار المنافسة في مضمار التنمية بكل ثقة اعتمادا على التخطيط السليم وإنتاج المعرفة والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة على أنها أهم ثروات الوطن التي تجب تنميتها والاهتمام بها والاستثمار فيها.

وفي هذه المناسبة العزيزه أتوجه الى الجيل القادم جيل الشباب أملنا وعدتنا في استكمال هذه المسيرة المباركة ... يا أبنائي... يا ذخر الوطن ... تستلمون وطنا غاليا كريما انجازاته زاهرة تقع عليكم المسؤولية للسير به قدما نحو آفاق جديدة من النمو والتقدم فتحديات المستقبل والتنافسية عديدة ونحن تملؤنا الثقة بأنكم أهل للمسؤولية والأمانة تثبتون لنا دوما معدنكم الطيب في ميادين الشرف وساحات الوغى وفي المعاهد والجامعات ومختلف مواقع العمل والمحافل الاقليمية والدولية كافة تسلحوا بالعقيدة والعلم والمهارات والخبرات اللازمة واحرصوا على الولاء والوفاء فأنتم من سيستلم هذه الراية خفاقة عالية لتواصلوا مسيرة العز والانجاز.

تويتر