«فريج» و«اسأل عليّ» و«كلنا الإمارات» و«اليولة» مشروعات ثقافية نقلت التراث المحلي إلى العالمية

إماراتيون يستــلهـمون نجاحاتهم من روح الاتحـاد

5 شباب إماراتيين يستعرضون تجاربهم الثقافية والإعلامية في نادي دبي للصحافة. الإمارات اليوم

أكد شباب إماراتيون خلال لقاء عقده نادي دبي للصحافة بمناسبة اليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات، أن تعزيز الحس الوطني والانتماء للأرض والوطن واجب يجب امتلاك إمكانات وأدوات تأديته بما يليق بإنجازات وتطلعات دولة الإمارات التي شقت طريقها بين كبريات الدول، وسط مجموعة من التحديات حتى وضعت لها مكاناً بارزاً على الخريطة الإقليمية والدولية.

وضم اللقاء الذي عقد أمس في فندق جراند حياة دبي، مجموعة من السواعد الإماراتية التي استطاعت من خلال تجاربها العملية المختلفة ان تدعم الجهود الرامية الى ترسيخ روح الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية.

استهل محمد سعيد حارب مخرج مسلسل الكرتون الإماراتي الشهير «فريج» جلسة الحوار التي جمعت إلى جانبه المخرجة نهلة الفهد والمرشد الثقافي والسياحي علي آل سلوم، بالإضافة الى رئيس قسم المطبوعات في مكتب ولي عهد دبي خالد راشد، ورئيس حملة «كلنا الإمارات» وأمين عام منتدى الإعلام الاقتصادي معاذ المري. أكد حارب في بداية حديثه أنه استلهم تجربة الدولة في كل ما قدمه من مشروعات، لأنه نشأ في بيئة الإمارات وفي مدينة دبي التي تلزم ابناءها أن يكونوا بمستواها، وان يتحدوا أنفسهم للوصول إلى الأفضل. ودرس حارب علومه في الرسوم المتحركة في جامعة نورث ايسترن، في بوسطن، في الولايات المتحدة، ليعود إلى البلاد في عام 2001 للعمل في مدينة دبي للإعلام، وعدد من المبادرات الثقافية والإعلامية المهمة مثل مهرجان دبي السينمائي وصولاً إلى تحقيق حلمه في إخراج مسلسل كرتوني عن الحياة اليومية في الحارة الشعبية الإماراتية التي يطلق عليها محلياً اسم «الفريج».

أكد حارب في رد على مداخلات لزملائه المشاركين عن معنى الانتماء الوطني، أن الولاء وتعزيز الهوية الوطنية لا يكون بارتداء «الكندورة» وأكل «الهريس» بدلاً من «الهمبرغر»، بل فكر وسلوك وتربية وعمل، تترجم ما يتأصل بالإنسان الإماراتي من مكونات ثقافية واجتماعية غنية وخالصة.

وأشار حارب إلى ان كثيرين ممن يتمسكون باللباس المحلي لا يؤدون عملهم تجاه بلدهم ومجتمعهم، علماً بأنهم لا يتحدثون الإنجليزية، ولا يخلعون «العقال» عن رأسهم. واعتبر حارب ان عمل «الفريج» مبادرة صنعت بأدوات زاوجت بين أوجه التراث والتقنيات الحديثة، لتنقل مقتطفات من تراث الدولة وبعض ملامح بيئتها المحلية والشعبية.

علي آل سلوم

وقال علي آل سلوم إن فكرة برنامجه «اسأل علي» نبعت من غياب العنصر المواطن في مجال السياحة والثقافة، ما حمله للتفكير بضرورة استخدام الامكانات المواطنة في التعريف بمكونات الثقافة ومدخرات البلد من الفكر والتراث. وأضاف انه حين بحث في الشائعات المغرضة التي كتبت عن البلاد، لم يجد ردوداً عبر أقلام إماراتية، بل كل ما يتوصل إليه من معلومات متداولة عن البلاد كتبت بأقلام غريبة لا تعرف عن البيئة المحلية ولا تفهمها.

معاذ المري

أما معاذ المري فقد ترأس حملة «كلنا الإمارات» في أعقاب «الحملة الإعلامية الشرسة» على دولة الإمارات في بداية الأزمة الاقتصادية في عام .2009 وقال آل سلوم إنه اكتشف آنذاك مدى تقصير وعجز الإعلام الإماراتي عن مواجهة تلك الهجمة، ما استدعى ضرورة العمل على بناء منصة إعلامية تصحح الأخبار السلبية الاقتصادية عن الدولة، فكانت فكرة إنشاء منتدى الإعلام الاقتصادي. وأضاف ان حملة «كلنا الإمارات» تحولت إلى رافعة ليس للإعلام الاقتصادي فحسب، بل لكل أوجه وقضايا المجتمع الإماراتي. واعتبر أن بناء الهوية الوطنية يبدأ من النشء وفي المدارس، لأن هؤلاء البراعم هم حماة المستقبل، وهم من سيحملون لاحقاً صورة وإنجازات الدولة إلى العالم.

نهلة الفهد

من جهتها تحدثت المخرجة نهلة الفهد عن تجربتها في استخدام المادة المصورة في نقل تراث وعادت دولة الإمارات. وتعد الفهد المخرجة الإماراتية الوحيدة للكليبات في دولة الإمارات، بالإضافة إلى إخراجها عدداً من الأفلام الوثائقية وتقديمها أكثر من 60 كليباً تضمنت العديد من «الأوبريتات» والأعمال الوطنية. وانتهت الفهد حديثاً من العمل على احتفالية بمناسبة اليوم الوطني الـ40 شارك فيها نحو 54 فناناً إماراتياً، ومن المقرر ان تعرض على شاشات البث التلفزيوني خلال الأيام المقبلة. ولفتت نهلة إلى أن الغرب وأجهزة الإعلام الغربي لا يعرفان شيئاً عن عادات الإنسان الإماراتي وطباعه، علماً بأنهم يعرفون الكثير عن الأبراج الشاهقة والمنجزات المالية الكثيرة التي حققتها الدولة، معتبرة ان دور ومسؤولية الشباب الإماراتي يجب ان يتركز على نقل صورة الإنسان الإماراتي لسد الطريق على أي محاولة من أقلام وعدسات لا تفهم الواقع الإماراتي لتشويه تلك الصورة.

خالد راشد

أما خالد راشد فأكد أن بطولات «اليولة» التي أسست لبطولات في مجالات أخرى كانت طريقة ووسيلة للتعريف بتراث وعادت الإمارات. وأشار إلى أن البطولات التي جاءت بمبادرة من ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لم تقتصر على التعريف بالموروث في دولة الإمارات، بل امتدت إلى بطولات شملت أنشطة حياتية تمتد الى تاريخ الدولة ومحيطها من الدول الخليجية، ضارباً مثلاً ببطولة الغوص التي نقلت تراث وأدبيات مهنة الآباء والأجداد.

تويتر