جيل الاتحاد

فاطمة العوضي: قوتنا في تلاحمنا وتفجير طاقات ابنة الإمارات

فاطمة العوضي. تصوير: مصطفى قاسمي

اتحاد الإمارات تنظيم فريد على مستوى التنظيمات الدستورية، إذ يقوم على أسس تصلح نموذجاً على المستويين العربي والعالمي، فهو يرعى خصوصية كل إمارة ولكنه يجعل مواطني الإمارات كافة فخورين بانتمائهم لدولة الاتحاد، فقوتنا الآن في تلاحمنا وتفجير طاقات ابنة الإمارات.

هكذا وصفت نائب مدير عام هيئة التأمين، فاطمة محمد إسحاق العوضي، نموذج الاتحاد بعد مرور 40 عاماً على تأسيسه، مضيفة بعض الملامح على شخصيته، قائلة «الاتحاد يعتمد على خلق حالة من المنافسة رفيعة المستوى بحيث تسعى كل إمارة إلى تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه، ومن الأسس التي قام عليها أيضاً بناء الشخصية الملتزمة للفرد الإماراتي وإعطاء الأولوية للتعليم والصحة والإسكان من أجل بناء شخصية المواطن المتعلم، وتالياً تنمية قدرتنا على العمل والتعاون لتحقيق طموحات وطننا».

وتعد فاطمة العوضي من «ثمار دولة الاتحاد» وهي عضو في لجنة مسؤولي التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنتدى الهيئات العربية المسؤولة عن تنظيم الإشراف على قطاع التأمين، واللجنة الدائمة لمراقبي التأمين العرب، فضلاً عن العديد من اللجان والهيئات التأسيسية في المنطقة، وحصلت على شهادة تكريم من صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) بالشكر والتقدير للمشاركة المتميزة في إثراء فعاليات الملتقى الاقتصادي الأول لسيدات الأعمال، تحت شعار «مشروعات سيدات الأعمال بين الواقع والطموح في أبوظبي».

وتقول العوضي التي حصلت على بكالوريوس العلوم الاقتصادية والإدارية من جامعة الإمارات - تخصص محاسبة وإدارة أعمال «لقد علمتني تجربة دولتنا العزيزة الكثير على الصعيد المهني والعملي، فمهما بذلت من جهد، ومهما قمت به من عمل فإنني لن أوفـي هذا الوطن حقه»، مشيرة إلى أن «الثروة الحقيقية ليست الثروة المالية، وانما ثروة الفكر، فالثروات المالية ناضبة على عكس الفكر، كما أن التآزر والتعاضد بين المواطنين صفتان أصيلتان في مجتمع الإمارات».

وتضيف قائلة «جيلنا، جيل الشباب الذي تربى في أحضان الاتحاد، إنما يستلهم تلك القيم العليا التي آمن بها الآباء المؤسسون، وعلى رأسهم المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما».

وأكدت: «لقد تميزت أفكارهم بالسمو فوق المصالح الذاتية متعاضدين متكاتفين لتحقيق أهدافهم النبيلة، وما يدعو للفخر والاجلال أن من حمل الراية من بعدهم سار على الدرب نفسه، فما يضطلع به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو فيض من ذلك النبع الكريم».

وتؤكد العوضي التي شغلت عام 1991 منصب باحث اقتصادي رئيس قسم التأمين في وزارة الاقتصاد، ورئاسة قسم التأمين على مستوى مكاتب الوزارة في الدولة، وهو القسم الذي كان يضطلع بمهام الإشراف والرقابة على قطاع التأمين في الدولة قبل إنشاء هيئة التأمين عام 2007 «لقد علمنا الآباء أن الانجازات تتطلب جهداً مضنياً وعملاً دؤوباً واخلاصاً لا حدود له، كما علمونا أن الأخ يهب لمساعدة أخيه دونما منة أو فضل، وأننا مهما حققنا من تطور مالي فيتعين أن نحافظ على تقاليدنا ومبادئنا العربية والإسلامية ».

وبعد إنشاء هيئة التأمين بموجب القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2007 وتمتعها بالاستقلال المالي والإداري ومسؤوليتها في تنظيم قطاع التأمين والإشراف بما يكفل توفير المناخ الملائم لتطويره وتقرير دور صناعة التأمين، تقول العوضي، «بدأت أحس بأن مسؤوليتي قد تضاعفت، إذ وجدت نفسي مسؤولة عن متابعة المرحلة التأسيسية للهيئة، وهي من أهم المراحل، والحمد الله وفقني الله في بذل الجهد مع الكادر الوظيفي المحدود (قسم التأمين) الذي انتقل إلى الهيئة من وزارة الاقتصاد في تجهيز المقر الجديد للهيئة وإعداده بشكل يليق بهيئة تتعامل مع أحد القطاعات المهمة في الدولة».

وأكدت أن «المكتسبات المالية والفكرية التي حققتها الدولة خلال فترة قصيرة من الزمن أثارت اعجاب القريب والبعيد، فالتطور الذي تحقق في مجالات الاقتصاد والاجتماع والتعليم والصحة والإسكان والتكنولوجيا لم يسبق أن حققته دول عريقة سبقتنا في التكوين بمراحل عدة».

وأضافت أن «هذا التطور الذي تحقق لم يكن على حساب هويتنا أو تقاليدنا، فلقد بقي المجتمع الإماراتي ذلك المجتمع المحافظ على تقاليده ومبادئه المتمسك بروابطه العربية والإسلامية» موضحة «قوتنا الآن في تلاحمنا إذا أصبحنا جمعياً في الإمارات كأننا فرد واحد، وتفجير طاقات ابنة الإمارات، إذ إن ما حققته المرأة الإماراتية بعد الاتحاد يفوق حد التصور، فقد أصبحت تزاول حق الترشح والانتخاب وتدير الاعمال التجارية والصناعية وتزاول مهن الطب والهندسة والصيدلة والصيرفة والتأمين بل والطيران، وهذه منجزات تحققت خلال فترة قصيرة تشير إلى قدرة ابنة الإمارات على امتلاك ناصية العلم والعمل».

وشرحت: لقد قال خالد الذكر المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، «إن أكبر ثروة لدينا ليست هي الثروة المالية التي أنعم الله بها علينا وانما هي ثروة الفكر وبناء الانسان الإماراتي»، وفي قطاع التأمين الذي أتحمل مسؤولية الإشراف والرقابة فيه اتخذنا في هذا المجال طريقين متوازيين من أجل تكوين الكوادر الإماراتية المتخصصة في التأمين وتبني خطة التوطين للسنوات 2011 ــ ،2014 وتكوين المركز التدريبي للتأمين والتكافل بالتعاون بين هيئة التأمين ومعهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، إذ يتم قبول الموظفين المواطنين العاملين في قطاع التأمين دونما كلفة بالنسبة إليهم، ونأمل أن يعمل المركز على تكوين الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في ميدان التأمين في جوانبه الفنية والمالية والقانونية».

وأكدت أن «اقتصاد الإمارات يعد أكثر اقتصادات المنطقة تنوعاً، وهذا التنوع نابع من النهج التنموي واستراتيجية التنمية الاقتصادية للدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهو النهج الذي تعزز خلال السنوات الماضية في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

تويتر